توتر الأوضاع الأمنية في الكاستيلو يرفع سعر برميل المازوت إلى 100 ألف ليرة
تتبدل المفاهيم المتعارف عليها دوليا في سوريا و تنقلب رأسا على عقب ، فالهدنة في عرف الأسد هي كلمة السر لبدء معاركه الأكثر أهمية على الأرض، فمنذ عدة أيام وبالتزامن مع عيد الفطر تم الاعلان عن ابرام هدنة لمدة 72 ساعة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى بدأت قوات الأسد بالتقدم في منطقة الملاح بحلب، ولتبرير خرق الهدنة قصفت الأحياء الخاضعة لسيطرتها مرتكبة مجزرة مروعة في منطقة الفرقان لاصقة التهمة بالثوار، مما حدا بمجلس مدينة ومحافظة حلب الحرة بالإضافة لعدد من المؤسسات المدنية الأخرى لاصدار بيان ادانة قصف منطقة الفرقان واتهام النظام بشكل مباشر والمطالبة بإجراء تحقيق يكشف ملابسات المجزرة، ويكشف هوية القاتل الحقيقي، الذي يعمل للسيطرة على طريق الكاستيلو في سعي حثيث منه لحصار أكثر من 400 ألف مدني يقطنون في مدينة حلب الحرة، وذلك من خلال معركة السيطرة على طريق الكاستيلو الذي يعتبر الشريان الأساسي لمدة حلب الحرة.
وبالسيطرة عليه تضاف عاصمة البراميل المتفجرة لقائمة المدن المحاصرة، ورغم عدم حسم المعركة إلا أن النظام استطاع كشف طريق الكاستيلو بقناصاته لوجوده على تلل الملاح، وبالتالي قطع الطريق التجاري والمدني.
وحول تداعيات انقطاعه كان لراديو الكل جولة في شوارع حلب اطلع فيها على أوضاع المدنيين الذين عبروا عن ثقتهم بالجيش الحر وقدرته على تجاوز هذه المحنة.
لكن الثقة لم تتغلب على الخوف عند بعض الاهالي الذين بدأوا بجمع المواد الغذائية سعياً لمواجهة الحصار المحتمل .
أما من كان أقل قدرة مالية فعلق آماله على جهود الجمعيات الخيرية و المنظمات الاغاثية، ويعزي أهالي حلب ارتفاع الاسعار لاحتكار التجار.
وللسيطرة على أسواق المدينة ومنع احتكار التجار أصدرت الفصائل العسكرية في مدينة حلب بيانا تهيب فيه أصحاب المحال التجارية بالإلتزام بالأسعار وعدم استغلال هجوم قوات النظام وقطعه لطريق الكاستيلو “المعبر الوحيد بين أحياء مدينة حلب وريفها المحرر” والذي كان يغذي مدينة حلب بالمواد الغذائية والمحروقات قائلة أنها سوف تحاسب أي شخص يحتكر المواد الغذائية والمحروقات أو يرفع سعرها.
وفي ذات السياق اجتمع مجلس مدينة حلب مع التجار وأصحاب المحال التجارية بتاريخ 12 -7 لمنع الاحتكار واستغلال الظروف الحالية التي تمر بها مدينة حلب، وتم الاتفاق على الإلتزام بالتسعيرة التي صدرت عن مجلس المدينة والتي نوقشت مع التجار وأصحاب المحال الغذائية .
كما دعا المجلس المحلي لمدينة حلب الجمعيات والمنظمات الخيرية و كافة الفعاليات المدنية لإجتماع بتاريخ 13-7 لمناقشة إحتياطي المواد الغذائية المتوفرة في حلب والآلية التي ستتبع في التوزيع في حال حوصرت المدينة
وكان انقطاع طريق الكاستيلو أدى لارتفاع أسعار بعض المواد بشكل جنوني الغذائية منها، فوصل سعر كيلو البندورة إلى 500 ليرة سورية والخيار 800 ليرة ووصل سعر ربطة الخبز إلى 200 ليرة سورية وسعر برميل المازوت تجاوز ال 100 ألف ليرة .
وكتعبير عن دعم مدينة حلب أطلق عدد من النشطاء حملة بعنوان #كلنا_حلب لتسليط الضوء على أوضاع المدنيين في ظل الهجمة الشرسة التي تشهدها المدينة .
وكان قد انتشرت سابقا ظاهرة تربية المواشي والدواجن في البيوت وفي جانب المحال التجارية، حيث عمد السكان في أحياء حلب المحررة إلى شراء الأغنام والأبقار والدجاج والبط وغيرها من الحيوانات المدجّنة، كما ذهب بعضهم إلى تخزين المواد الغذائية وخاصة الرز والبقوليات والسكريات، وذلك تجنباً لإطباق الحصار على المدينة .
اذا كثيرة هي التحركات داخل مدينة حلب لمواجهة التطورات المعيشية المرافقة للأحداث الميدانية خاصة إثر السيطرة على طريق الكاستيلو نارياً، وما بين جعجعة السلاح ودعوات الاهالي بالنصر، يبقى مصير أكثر من أربعمئة ألف مدني مرهون بتحرك دولي جدي لإنهاء سيل الدماء المتدفق على طول الارض السورية .