ضعف الخدمات ينعكس سلباً على حياة المدنيين في ريف حماة المحرر
تعاني المناطق المحررة في الريف الحموي، من ضعف في الواقع الخدمي، وغياب أي دور للمجالس المحلية، والتي يقع على عاتقها تقديم الخدمات الأساسية والاجتماعية والاغاثية، أضافة لتطوير البنى التحتية، وتلبية احتياجات السكان، كتنظيم شوارع المدينة، وإصلاح شبكات الصرف الصحِّيِّ، وتأمين الطحين للأفران.
ومع ازدياد موجة النزوح، وفي ظل غياب أي نشاطات محلية لمجلس المحافظة، الأمر الذي دفع بسكان ريفي حماة الشمالي والغربي، للاعتماد على المجالس المحلية التابعة لمحافظة إدلب وتحديداً ريف ادلب الجنوبي، لتأمين كافة متطلبات والاحتياجات اليومية.
كثيرة هي الأسباب التي تقف وراء عدم انشاء أي مجالس محلية أو مشاريع خدمية في عموم مناطق الريف الحموي، وأهمها وقوع المناطق المحررة تحت مرمى نيران ومدفعية حواجز قوات النظام، وعدم وجود أي مناطق آمنة بعكس المدن والبلدات في ريف إدلب.
وفي ظل غياب المجالس المحلية، تعمل بعض الفصائل العسكرية كجيش العزة الذي يقوم بتجهيز بعض الأمور الخدمية لتسيير أمور المدنيين، ما جعلها المدينة الوحيدة التي تشهد تلك التجربة، إضافة لبقاء المدنيين في كهوف تم حفرها في مدينة اللطامنة ما جعلها تمتاز عن غيرها من مدن وبلدات ريف حماة.
وترتفع الأصوات مطالبة بتعميم تلك التجربة في مدينة اللطامنة على عموم أرياف حماة، لكن ووفقا لمصادر ميدانية فإن هذا الأمر يواجه بمشاكل وعوائق كثيرة، وخاصة أن الطبيعة الجغرافية تختلف من منطقة لأخرى، إضافة لوجود فصيل عسكري مؤسس من قبل ضابط عسكري خبير بالأمور العسكرية والاستراتيجية بشكل مدروس، فيما باقي المدن تحوي عدة فصائل تعتمد على الاعمال العسكرية دون ان يكون هناك تخطيط مستقبلي لحياة المحلية في ظل الحرب.
ويشتكي مجلس المحافظة في ريف حماة المحرر، من قلة الإمكانيات وقلة الدعم، بحجة أن المنظمات الداعمة لا تتعامل مع المجالس المحلية بل تتعامل مع الجمعيات الخاصة، ما دفع بمجلس المحافظة لمنح تراخيص للجمعيات لمحاولة جلب المعونات للمواطنين، وسط غياب أي رقابة على عمل تلك الجمعيات.
مدنيون يواجهون معاناة كبيرة في موضوع تأمين الخدمات من شبكات ماء وكهرباء، بسبب توقف نشاط المجالس المحلية عن العمل، ما يؤثر سلبا على واقع الحياة اليومية، في وقت باتت الحاجة ملحة لتوافر الجهود والدعم اللازم من قبل الجهات الداعمة لوضع خطط مناسبة لتحسين الواقع الخدمي في الريف الحموي.