كيف ينظر المرضى لأداء المشافي في المناطق المحررة؟
راديو الكل _ خاص
لا تقتصر سوء حال المشافي في المناطق المحررة على نقص المعدات الطبية والأجهزة والأدوية ونزف الكوادر الطبية، بل يتعداه أحياناً لسوء المعاملة ولو أنها لا تصل لتلك التي كنا نلمسها في مشافي النظام ونظيرتها الخاصة.
ويعتبر نزف الكوادر الطبية أهم العوامل المؤثرة بتدهور الوضع الصحي، وتقدر نقابة أطباء سوريا التابعة لحكومة النظام نسبة الأطباء الذي غادروا القطر بـ 20 %، ويصل عددهم إلى نحو 7 آلاف طبيب سوري من أصل 33 ألف طبيب منتسب للنقابة.
وكشفت النقابة عن زيادة كبيرة في عدد الأطباء الذين يطلبون وثائق نقابية لتقديمها خارج القطر بهدف استكمال الدراسة، والنقابة تقف بجانب الطبيب الراغب بزيادة تحصيله العلمي والاختصاص.
في حين أكّدت منظمة العفو الدولية مؤخراً أنّ قوات النظام والطائرات الروسية، تتعمد استهداف المرافق الصحية والكوادر الطبية في سوريا، وبحسب موقع منظمة العفو، فإن المنظمات الطبية غير الحكومية التي تُعنى بحقوق الإنسان، وثّقت سابقاً 336 هجوماً على المرافق الطبية، مع مقتل 700 من العاملين الطبيين، وأعلنت عن اشتباهها بوقوف قوات النظام وحلفائه وراء معظم تلك الهجمات.
وفي استطلاع أجراه مراسل راديو الكل في حماه اشتكى المستطلعين من سوء الإدارة الطبية في المناطق المحررة أحياناً، وندرة الاختصاصات مما يجعل من الصعب اسعاف الإصابات الخطرة، مؤكدين أن أغلب الأدوية غير متوافرة في النقاط الطبية، وأشار بعضهم الآخر أن ضعف امكانيات المراكز الطبية وقلة الكادر المختص دفع الأهالي لنقل جرحاهم إلى تركيا وسط عدة صعوبات في السفر.
وإن كان هناك من يتحدث عن سوء المعاملة فإن آخرين ينفون هذه الصفة عن الكوادر الطبية ويعتبرون أن العكس هو الصحيح، ولفت أحد المدنيين في إدلب إلى تذمر الأهالي من سوء المعاملة في الحالات الاسعافية ليلاً من قبل القائمين على المراكز النسائية، وكذلك في مراكز اللقاح، فيما أشار آخرون إلى المعاملة الجيدة التي يتلقونها في المراكز الطبية حيث تتناوب الفرق الطبية على العمل على مدار 24 ساعة.
وفي ريف حمص الشمالي ينفي المرضى كذلك وجود تقصير من قبل الكادر الطبي من حيث الأداء، وإنما يرون بأن القصور في عملهم سببه نقص المعدات فحسب وذلك بسبب واقع الحصار المفروض على المنطقة ما حرمها من الأدوية والأجهزة.
أما في حلب فيتحدث المرضى وبشكل مناقض تماماً عن قصور في أداء الكادر الطبي نظراً لكثرة أعداد المرضى الوافدين للمراكز الطبية، حيث يوجد مركز طبي وحيد فقط في كل منطقة، كذلك فقد أفاد الأهالي بهجرة معظم الكوادر الطبية خارج حلب وريفها، وأكدوا على التخوف من اصابات القصف في ظل عدم وجود المشافي الكافية والأدوية والأطباء.