الغوطة الشرقية تودع أحد أبرز كوادرها الطبية
زفت الغوطة الشرقية المحاصرة في دمشق أخر طبيب نسائية فيها، بعد أن أصيب برصاصة طائشة في الثاني من الشهر الجاري، لترتقي روحه في الحادي عشر منه، وكانت هذه الرصاصة نتيجة الاقتتال الذي كان دائر بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام.
والطبيب هو “نبيل دعاس” ابن مدينة دوما الذي رفض الخروج من المدينة وبقي صامداً وفاء لقسمه الطبي، وهو ما جعل عيادته لا تخلو من المرضى، ولم يتوقف نشاط دعاس عند حدود اختصاصه الطبي فكثيراً ما شوهد في المشافي الميدانية يساعد في إنقاذ حياة الجرحى، حسبما قال أهالي الغوطة الشرقية، مؤكدين أن الدعاس سخر كل قوته وجهده لخدمة الغوطة حيث كان ملم بتفاصيل معظم الأمراض، لكنه قضى برصاصة طائشة بسبب صراع طائش في المنطقة.
وبوفاة طبيب النسائية الأخير تدخل الغوطة الشرقية في أزمة طبية، خاصة وأن النساء الحوامل بتن رهينات خيار الاعتماد على القابلات القانونيات او ما يعرف باسم “الدايات”، و هو ما يعرض حياتهن للخطر خاصة لو احتاجت احداهن عملية قيصرية عاجلة، هذا عدا عن الامراض المختلفة التي تصيب النساء عادة، و هوما يثير مخاوف نساء الغوطة كما قالت إحداهن، ولفتت إلى أن الغوطة فقدت أهم مدرب في الطب حيث لم تكد تخلو عيادته من المرضى، حيث بات الطبيب الأخير اختصاص نسائية داخل الغوطة.
ويذكر أن الأحداث في سوريا كانت سبباً مباشراً لهجرة الأطباء، وذلك بعد أن عمدت قوات الأسد على اعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم، إذ أحصت منظمة أطباء من أجل حقوق الانسان مقتل 700 طبيب منذ بداية الثورة و حتى بداية عام 2016، كما نوهت في التقرير الصادر عنها أن معظم الأطباء قتلوا على يد قوات الأسد، واصفة سوريا بالمكان الأخطر في العالم للمارسة مهنة الطب.