إيران تمنح الجنسية لعائلات قتلى مرتزقتها في سوريا
أعلن مجلس الشورى الإيراني ،أول أمس الاثنين، عن مصادقته على مشروع قرار يمنح الجنسية لذوي قتلى الميليشيات الشيعية، وأغلبهم من الأفغان والباكستانيين، بعد تصاعد الانتقادات عقب مقتل الآلاف منهم في سوريا، و يشمل هذا المشروع ذوي القتلى الذين لقوا حتفهم في العراق أيضاً.
وبالنظر سريعاً إلى التشريعات الوضعية في كل دول العالم نجد أن الجنسية تمنح وفقا لمبدأين أساسيين، هما مبدأ الأرض و مبدأ الدم، ويمكن اليوم إضافة مبدأ جديد ابتدعته ايران ويقوم على أساس سفك الدم واغتصاب الأرض، فعلى معظم جبهات القتال في سوريا لا سيما المحتدمة، يلاحظ الثوار تغلغل الأفغان بين قوات الأسد.
وفي هذا المحور أشار “محمد زيدان” مراسل راديو الكل في حلب، إلى وجود مليشيات أفغانية وباكستانية تقاتل إلى جانب قوات النظام بالإضافة للمليشيات الشيعية العراقية والإيرانية واللبنانية، منوهاً إلى تواجد تلك المليشيات في جبهة باشكوي وكتلة مباني الأفغان بالريف الشمالي، لافتاً إلى قتل وأسر عدد من العناصر الأفغانية والباكستانية في معارك رتيان وحندرات العام الماضي.
بدوره، قال “أبو الحكم” الناطق الرسمي للمجلس العسكري في دمشق وريفها لراديو الكل، أنه وبعد مقتل عدد كبير من الحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله في سوريا، قام الحرس بتجنيد مليشيات من باكستان وأفغانستان، وشكل منهما لواء “الفاطميون” الأفغان و الزينبيون” الباكستانيون، حيث قتل عدد كبير منهم في سوريا وتم دفنهم بإيران.
ويعود تورط الأفغان والباكستانيين في سوريا لشهر تشرين الثاني من عام 2013، حسب تقرير صادر عن هيومان رايتس ووتش مطلع هذا العام، وفيه تقول أنها قابلت العديد من الأفغان ووضحوا لها أن ايران دعتهم إلى الدفاع عن المواقع الشيعية المقدسة، وقدمت لهم حوافز مالية، ومنحتهم الإقامة القانونية في إيران لتشجيعهم على الالتحاق بالميليشيات المساندة لقوات الأسد، فيما قال بعضهم أنهم أجبروا ـ وأقارب لهم ـ على القتال في سوريا فانتهى الأمر ببعضهم إلى الفرار نحو اليونان أو الترحيل إلى أفغانستان بسبب رفضهم القتال.
من جانبه قال “غزوان قرنفل” رئيس رابطة محامي سوريا الأحرار، أن مشروع القرار الإيراني الأخير بمنح “جنسية جهادية” لذوي قتلى مرتزقته، بدعة جديدة في القانون، مضيفاً أنها رسالة إرهابية عابرة للحدود في ظل صمت من قبل المجتمع الدولي.
ولفت “قرنفل” في حوار مع راديو الكل، إلى جلب إيران جميع “شياطين” الأرض إلى سوريا، تسببت بحرف مسارات الوضع السوري إلى اتجاهات مذهبية لم يريدها الشعب السوري عندما انتفض بثورته.
وأفاد في معرض حديثه بأن لأي دولة منح جنسيتها لم تشاء وفقاً لحقوقها السيادية، لكن القرار الإيراني الأخير جاء كعامل تشجيع على خوض معارك على أرض الغير، ولخدمة أجندة وصراعات مذهبية.
ونوّه “قرنفل” في ختام حديثه، إلى أن النظام قام منذ سنتين بمنح الجنسية السورية لأكثر من 40 ألف شيعي، مضيفاً أن أكثر من ربع العاصمة دمشق لم تعد ملكيتها للسوريين إنما للمليشيات الشيعية، على حد تقديره، مستشهداً بحريق العصرونية الأخير الذي اعتبره كإحدى أدوات الضغط التي ُتمارس على سكان دمشق لبيع أملاكهم.