الأحمر يكسو صفحات الفيسبوك تضامناً مع حلب… ومئات آلاف التغريدات حوله
راديو الكل – خاص
اصطبغت صفحات السوريين بالأحمر … ليوحد هذا اللون ملايين السوريين كطريقة للتعبير عن التضامن مع حلب التي تعرضت لجريمة إبادة وتدمير غير مسبوقة في تاريخ الدمار العالمي، وليعلن الكثير من أبناءها أن السماء أعلنت قيامتها.. ولكن ليست تلك السماء الروحية الرمزية التي نعرف.. بل السماء التي استخدمها النظام كمسرح لطيارته التي ملأت الأرض والسماء والمسافة بينهما غباراً ودماءاً وصرخات تختفي وسط زحام الموت وهول المصيبة
ووسط خجل التصريحات الدولية الأممية إزاء جريمة حلب، نشط السوريون من فئات ثقافية مختلفة أكاديميين وناشطين في مجال حقوق الإنسان واقتصاديين وغيرهم الكثير من السوريين لتغيير صور بروفايلاتهم على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إلى الأحمر، وحاول البعض توسيع هذا الحراك الالكتروني نحو صفحات شخصيات سياسية عالمية فعلقوا على حدث حلب بصفحة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلفتوا وجهة النظر العالمية إلى نشاطهم من خلال اللون الأحمر.
وقال أحد القائمين على توسيع هذه الحملة عبد حكواتي لراديو الكل إن مجموعة من الناشطين الثوريين قرروا اطلاق الحملة وباللون الأحمر للتعبير عن كم الدماء وللتذكير ببداية الحراك الثوري بحلب والذي بدأ بصبغ البحيرات باللون الأحمر، لافتاً أن الحملة لاقت تجاوباً مهماً حيث تحدثت مونت كارلو الدولية عن هذه الحملة، وعن استمرار تداول هاشتاغ “حلب تحترق” على مختلف شبكات التواصل ليتجاوز عدد التغريدات حوله على تويتر لوحدها ما يزيد عن 200 ألف تغريدة، في ظل وضع وصفته الأمم المتحدة بالكارثي في المدينة
وأشار حكواتي إلى تواصل النشطاء مع السوريين في أوروبا أيضاً لتوسيع هذه الحملة والتي ستشمل بخ بعض الشوارع بالأحمر
ويتزامن اطلاق هاشتاغ حلب تحترق مع منشور تداوله الناشطون بكثرة أيضاً وفيه: أبلغوا أدونيس بهذا الحدث العظيم ولتطمئن قلوب المرتعدين خوفاً من هول ركعات المصلين … والمكبرين …. لا مظاهرات سلفية بعد اليوم لا تكبير فقط صور سيلفي مع حشد من الجثث لمتبرجة جميلة تعمل في التلفزيون العلماني السوري… وذلك في سخرية من اتهام وسائل الاعلام النظام السوريين والثوار بالسلفية كونهم ضد النظام فقط، في حين يعتبر مظهر الصحفية كنانة علوش والتي تعمل في تلفزيون النظام طبيعياً وسط الجثث باعتبارات أركان النظام وموالية وإعلامه.
وهذه ليست المرة الأولى التي يغير فيها السوريون صور بروفايلاتهم دعماً للمناطق المستهدفة، فهم فعلوها لأول مرة عند وقوع مجزرة الكيماوي بالغوطة الشرقية قبل نحو ثلاثة أعوام، ثم لحظناها في حادثة تفجيرات فرنسا ثم تفجيرات تركيا بتعاون من موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك والذي أتاح آنذاك وضع صور أعلام البلدان المستهدفة فوق الصور الشخصية وغيرها من الأحداث واليوم نشهد هذه الظاهرة على نطاق واسع عقب مجزرة حلب
وبشكل عام فإن تغيير صورة البروفايلات على الفيسبوك تزامناً مع حدث معين يرمز لكثير من الدلالات أبرزها أن الحدث غير عادي وسيلفت وسائل الإعلام العالمية وهي تعبير عن موقف وتضامن وسط صمت دولي كما إن الصورة ترضي من يضعها من الناحية النفسية وتقنعه بأنه قدم شيئاً ولو على مستوى صورة