مركز “دار الرحمة” لمعالجة الأورام وأمراض الدم يقيم احتفالية للأطفال المرضى بالغوطة الشرقية

لإحياء البسمة واعادتها إلى وجوه أطفال أتعبها حصار الغوطة الشرقية وأنهكها المرض، قام مركز دار الرحمة الطبي برعاية تكافل الخيرية بإقامة حفل مع بداية دخول فصل الربيع دعوا إليه  أكثر من ستين طفل، بغرض دفع الأطفال للتعبير عن ذواتهم حسبما حدثتنا مديرة مركز دار الرحمة الطبي لمعالجة الأورام و امراض الدم الدكتورة “وسام”.

حيث أشارت إلى أن فكرة الاحتفالية جاءت لتقديم الدعم النفسي للأطفال المصابين بأمراض الدم والأورام، من أحل لفت أنظار المجتمع الداخلي والخارجي لهذه الشريحة من المرضى المهملة في ظل الأزمة.

ولفتت إلى أن الإحتفال الذي أقيم الأسبوع الماضي استهدف الأطفال نظراً لمعاناتهم كجميع السوريين من الجوع والحصار، إضافة لمعاناتهم الكبيرة مع مرضهم بهدف بث أمل جديد في نفوسهم، حيث بلغ عدد الأطفال من المركز 35، إضافة لـ 30 طفل آخرين من أقاربهم كضيوف.

وبيّنت أن الحفل الذي أقيم برعاية تكافل الخيرية، شهد أناشيد أطفال، ومسابقة أسئلة عامة، وآخرى للرسم، وفقرة عبر عن نفسك.

ويعد مركز دار الرحمة الوحيد في الغوطة الشرقية الذي يقدم العناية الطبية لأمراض الدم والسرطان مجاناً، وتم افتتاحه في ظل الحصار وتحديداً ببداية الشهر السادس من عام 2013، ويتكون المركز من ثلاث أقسام وهي “قسم عيادة الأورام والمخبر العام والصيدلية”، ومن ثلاثة أجنحة “جناح خاص بالرجال وأخرين للنساء والأطفال”، واستقبل المركز حتى اليوم أكثر من 800 مريض دم و سرطان 20 % منهم أطفال، أما عدد الأطفال الذين لا يزالون يخضعون للعلاج أو في مرحلة الاستشفاء فيبلغ 170 طفل، منهم 110 متابعين بشكل دوري، ومنهم من يتلقى العلاج الحالي ونسبتهم 40%، فيما يكون هناك حالات شافية تحت المراقبة تصل نسبتهم 60% حسب الدكتورة “وسام”.

وأكدت في معرض حديثها إلى ضعف الدعم المادي المقدمـ حيث يتوجه الدعم للمراكز الإسعافية على حساب المرضى المزمنين والرعاية الطويلة، والذين تفاقمت اصابتهم خلال الأزمة، ونوّهت إلى أبرز عمل المركز متمثلة بصعوبة تأمين الدواء وارتفاع أسعارها وعدم تقديم الدعم الكافي، مشيرة إلى معاناة المرضى الكبيرة تحديداً أمراض مدى العمر كالتلاسميا والمنجلي.

والجدير بالذكر أن الوضع الصحي لكثير من مرضى السرطان تراجع بشكل كبير إبان الثورة السورية نتيجة الاستهداف الممنهج للمشافي و النقاط الطبية من قبل قوات النظام اذ بلغت نسبة دمار المشافي 60% حسب أخر احصائيات منظمة الصحة العالمية التي قالت على لسان ممثلتها إليزابيت هوف أن 50 % من المنشآت الطبية أُغلقَت، مبينة أن: “أبرز تحدي يواجه منظمة الصحة العالمية هي الوصول إلى الأشخاص المحتاجين لرعاية طبية في سوريا”.

 

وعلى الرغم من قيام العديد من المنظمات الطبية العالمية بتأمين الدعم الطبي إلا أنه هذا الدعم بالنسبة لمرضى السرطان هو الأقل نظرا لارتفاع تكاليف العلاج ، وهو ما يفاقم أوضاعهم خاصة في المناطق المحاصرة.

وهنا لابد من لفت النظر إلى حقيقة علمية تقول أن نسبة شفاء الأطفال المصابين بالسرطان كبيرة جدا و هو ما يشكل حافز حقيقي لمساعدتهم و العمل على تقديم الرعاية الصحية الملائمة لهم لإنقاذ أرواحهم من الألم ـ و هي مسؤولية تقع على كافة المنظمات المعنية بشؤون الطفل انطلاقا من اليونسيف و انتهاء بوزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى