سوريا.. آلاف النازحين بريف درعا الغربي يعبرون طرقاً وعرة هرباً من الموت

نزح آلاف السوريين في الأيام القليلة الماضية، من ريف درعا الغربي، جنوبي سوريا، بسبب المعارك الدائرة بين فصائل المعارضة السورية من جهة، ولواء شهداء اليرموك، المبايع لتنظيم “داعش” من جهة أخرى.

واضطر النازحون من بلدتي “تسيل” و”حيط” بالريف الغربي من المدينة، أن يسلكوا طريقاً وعرة تمتد لـ 5 كم سيراً على الأقدام، مروراً بوادي زيزون، نحو بلدات “زيزون” و”تل شهاب” البعيدة نسبياً عن الاشتباكات في المنطقة ذاتها.

وتتركّز المواجهات بين الطرفين في بلدة حيط، الخاضعة لسيطرة المعارضة وعلى أطراف بلدة تسيل، التي خضعت مؤخّراً لسيطرة داعش، إذ لا تزال عشرات العائلات عالقة في منازلهم الواقعة في خط المواجهة، لصعوبة الوصول إلى الوادي.

ورصدت عدسة الأناضول، مسير النازحين الصعب في الوادي، والمعاناة التي يعيشونها بعد وصولهم إلى معسكر زيزون للنازحين، والذي كان معسكرًا لتلاميذ الصفوف الإبتدائية، أو ما كان يطلق عليه نظام الأسد بـ “طلائع البعث” قبل اندلاع “الثورة” في البلاد.

وقال عزّت البقيرات، رئيس فِرق الإنقاذ في الدفاع المدني السوري، المختصة بإجلاء النازحين السوريين من وادي زيزون، لمراسل الأناضول، إن “الإحصائيات الرسمية تُفيد بنزوح حوالي ألفي عائلة من بلدتي حيط وتسيل المجاورة، جميعها سلكت وادي زيزون، بمسافة تزيد عن 5 كم مشياً على الأقدام، وذلك لوعورة معظم الطُرق المؤدية إلى الوادي وعدم قدرة السيارات على الصعود إلى السفح المقابل له، حيث تقع  بلدات زيزون وعمّورية وتل شهاب”.

وأشار “البقيرات”، أن “عشرات العائلات ممن أتو بسياراتهم وحملوا الكثير من الاحتياجات علقوا في الوادي، حيث تقوم فرق الدفاع المدني بمساعدتهم على الخروج”.

وأوضح البقيرات، أن معظم النازحين الفارين من العنف الدائر في مناطقهم، تم تأمينهم في بعض المدارس، إضافة إلى بعض تجمعات النازحين في بلدتي زيزون وتل شهاب، وسط مساعٍ من بعض الهيئات المحلية والمنظمات الإنسانية، لإيصال المساعدات الإغاثية والعينية إليهم، وذلك لعدم قدرة معظم السكّان إخراج أي شيء من احتياجاتهم الشخصية من منازلهم لدى مغادرتها.

يُذكر أن لواء شهداء اليرموك، شنَّ قبل حوالي عشرة أيام هجوماً على عدد من القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف درعا الغربي، ليتمكّن من السيطرة على بلدتي “سحم” وتسيل، كما لا تزال المواجهات مستمرة مع الفصائل، في محاولة منه للسيطرة على بلدة حيط، إحدى أبرز معاقل حركة أحرار الشام الإسلامية، بالريف الغربي لدرعا.

المصدر: وكالة الأناضول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى