بعد محاولته طمس جرائم النظام.. الشبكة السورية تطالب بالتحقيق مع فريق “سواعد الخير”

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، بيانًا طالبت فيه حكومة تصريف الأعمال بالتحقيق مع فريق “سواعد الخير” التطوعي، بعد قيامه بتخريب مسارح الجريمة في سوريا، مؤكدة ضرورة حماية هذه المواقع ومنع الدخول غير المصرح به إليها.

وذكر البيان أن هذا التصرف يهدد بشكل مباشر جهود توثيق الانتهاكات التي قد تكون حدثت داخل المركز، بما في ذلك التحقيق في مصير المعتقلين ومحاسبة المتورطين في تعذيبهم.

وأضاف أن العبث بمسارح الجريمة يُعد من الأفعال المحظورة قانونياً بموجب القوانين الدولية، حيث قد تصل العقوبات إلى السجن لمدة 20 عامًا أو غرامات مالية كبيرة، مما يؤثر بشكل مباشر على فرص تحقيق العدالة. وأوضحت الشبكة أن هذه الأفعال تعرقل جهود التوثيق وجمع الأدلة، وبالتالي تؤخر المحاسبة القضائية للمجرمين.

وتابع البيان أن الشبكة كانت قد أصدرت توصية تتعلق بإدارة السجون ومراكز الاحتجاز، مؤكدة أهمية حماية مسارح الجريمة وعدم السماح بالدخول إليها إلا من قبل الأشخاص المخولين قانونيًا، مثل ضباط إنفاذ القانون وخبراء الطب الشرعي، والأطباء الشرعيين، والممثلين القانونيين.

وشدد البيان على أهمية حصول أي جهة على مذكرة تفتيش قبل دخول المواقع الحساسة، خاصة تلك التي قد تحتوي على مقابر جماعية.

وأدان البيان بشدة تدخل فريق “سواعد الخير” في مسارح الجريمة، حتى إذا تم بموجب تصريح رسمي، مؤكدًا أن هذا النوع من الأنشطة يجب أن يقتصر على الجهات المختصة قانونيًا لضمان حماية الأدلة وسلامة التحقيقات.

وقدمت الشبكة عدة توصيات تشمل فتح تحقيق عاجل في الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. كما دعت إلى توفير وسائل مناسبة لحماية الأدلة، مثل الأغطية المشمعة، وضمان التوثيق الدقيق والشامل لمسرح الجريمة باستخدام تقنيات متخصصة، والتنسيق مع المجتمع المدني لتعزيز جهود حماية الأدلة، وتنظيم حملات توعية إعلامية.

وأكدت الشبكة في ختام بيانها أن حماية مسارح الجرائم والأدلة أمر جوهري لتحقيق المحاسبة والمصالحة، مشددة على ضرورة التزام السلطات بتحمل مسؤولياتها القانونية لضمان محاسبة الجناة وإنصاف الضحايا.

وكان فريق “تطوعي” يُطلق على نفسه اسم “سواعد الخير” قد أقدم على طلاء جدران أحد السجون التابعة لنظام الأسد السابق، والتي كانت شاهدة على تعذيب وقتل آلاف المعتقلين، مما أثار حالة من الغضب والاستنكار بين السوريين.

واتهم عدد من الحقوقيين فريق “سواعد الخير” بالعبث بمسرح الجريمة ومحاولة طمس الأدلة على ارتكاب النظام البائد أبشع الجرائم وعمليات التعذيب داخل السجون، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن هذا الفعل.

 

متابعات – راديو وتلفزيون الكل

زر الذهاب إلى الأعلى