محلل سياسي: تصريحات أردوغان بشأن “قسد” تعد بمثابة تهديد مباشر لها

علق الكاتب والمحلل السياسي “طه عودة” على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، والتي توعد فيها بالقضاء على “قسد” في شمال شرق سوريا، قائلًا: “إن على الانفصاليين في سوريا أن يلقوا أسلحتهم أو يدفنوا معها… سنقضي على التنظيم الإرهابي ‘بي كي كي’ الذي يحاول بناء جدار من الدم بيننا وبين أشقائنا الأكراد”.

وذكر “عودة” في تصريح لقناة “الكل” أن هذا التصريح يعد، باعتقاده، من أقوى التصريحات التي صدرت عن أردوغان، مشيرًا إلى أنه يمثل تهديدًا مباشرًا للوحدات الكردية و”قسد” التي ما تزال تحاول الالتفاف على المطالب التركية والاستقواء بالداعم الأمريكي في شمال شرق سوريا.

وأضاف “عودة” أن تصريحات أردوغان تأتي قبل أيام من زيارة مرتقبة له إلى العاصمة دمشق للقاء كبار المسؤولين هناك، مشيرًا إلى أنها جاءت أيضا عقب وصول شحنة أسلحة أمريكية من العراق إلى مناطق “قسد” في سوريا، كرسالة موجهة إلى الولايات المتحدة.

وأوضح أن أردوغان تحدث هذه المرة بطريقة مباشرة، مخاطبًا الأمريكيين بقوله: “أوقفوا دعمكم لـ’قسد'”.

ولفت إلى أن مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، اعترف قبل أيام بوجود عناصر من حزب العمال الكردستاني شمال شرق سوريا، مدعيًا أنها ستغادر تلبيةً للمطالب التركية.

وأشار إلى أن “قسد” وأمريكا كانتا تنفيان دائمًا وجود عناصر حزب العمال في مناطق “قسد”، وأن هذا التواجد يجعل المطالب التركية محقة لحماية أمنها، ويبرر العمليات العسكرية السابقة والعملية المرتقبة إذا لم تلقِ “قسد” السلاح وتفك ارتباطها بحزب العمال.

وأوضح “عودة” أن تركيا تدرك أن إدارة الرئيس بايدن تريد ترحيل ملف “قسد” إلى إدارة ترامب، لافتًا إلى أن الأسلحة الأمريكية التي وصلت من العراق إلى مناطق “قسد” أرسلت لعرقلة الجهود ووضع عقبات أمام ترامب لحل هذا الملف.

وأكد أن أنقرة تسعى لتوجيه رسائل إلى أمريكا وأحمد الشرع، قائد إدارة العمليات العسكرية، بأن ما يهمها هو مستقبل سوريا ومكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن الشرع وضع خطوطًا عريضة لهذا الملف، قائلًا: “إن الأكراد هم مكون من النسيج السوري، ولكن على ‘قسد’ فك ارتباطها بحزب العمال وإلقاء السلاح”.

وأضاف “عودة” أن هناك في الإدارة الأمريكية أو الكونغرس رؤى ومقاربات ما تزال متمسكة بالبقاء في الساحة السورية، إلا أن التغيرات الإقليمية والدولية الأخيرة جعلت تركيا الحلقة الأقوى في الساحة السورية، وهي مفتاح الحل في سوريا وفي مناطق عدة ضمن الاستراتيجية الأمريكية القادمة في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن “قسد” تستغل وجود سجون داعش في مناطقها، لكن تركيا عرضت حلولًا من خلال الجيش التركي أو الإدارة السورية الجديدة، مؤكدةً أنها ستتولى محاربة داعش وأي خطر يحدق بالبلاد.

وفي وقت سابق اليوم، قال أردوغان إن أنقرة ستقضي على التنظيم الإرهابي “بي كي كي” الذي يحاول بناء جدار من الدم بيننا وبين أشقائنا الأكراد، مضيفًا: “إذا كانت لديه حسابات، فنحن أيضًا لدينا حساباتنا”.

خاص – راديو وتلفزيون الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى