سجين سابق بصيدنايا: من بداية الثورة حتى 2020 دخل السجن 37 ألف معتقل ولم يخرج منه إلا 7 آلاف
حذر المعتقل التركي السابق “رياض أولر”، المدير المشارك وأحد مؤسسي رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا في سوريا، من أن عدم حفظ الوثائق المستخرجة من هذا السجن يضر بعملية توثيق ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المعتقلين والمفقودين بعد إسقاط نظام الأسد.
وقال “أولر”، البالغ من العمر 48 عامًا، والذي سُجن لأكثر من عقدين بصيدنايا، في مقابلة مع وكالة الأناضول: “أنا ناجٍ من أماكن الاحتجاز في سوريا. اعتُقلت لمدة 21 عامًا، وبقيت 15 عامًا مختفيًا بشكل قسري. وخلال سجني لم ألتقِ أحدًا من عائلتي، فقط أخي زارني لمدة 10 دقائق”.
وأضاف “أولر”: “سبب الاعتقال كان مقالًا كتبته في التسعينيات حين كنت أدرس اللغة العربية في سوريا، تناولت فيه انتهاكات ارتكبها رفعت الأسد بحق المعتقلين في سجن تدمر”.
وتابع: “بعد 15 عامًا عرفت التهم. حوكمت بتهمة الاتصال بجهة أجنبية وتوفير الوسائل المباشرة لها للعدوان على سوريا، يقصدون تركيا، وكانت هناك تهم كثيرة لم يكن لي علاقة بها”.
وبخصوص سجن صيدنايا، قال “أولر”: “قبل عام 2011 كانت هناك انتهاكات وتعذيب، لكنها ليست بضخامة ما حدث بعد ذلك. كان التعذيب يقتصر على المنفردات (السجن الانفرادي) والشتائم وسب الأعراض والإهانات والرعب، وقلة وسوء الطعام. ولكن بعد 2011 اختلف الأمر، وأصبح القتل خارج نطاق القانون”.
وأوضح: “كان الجنود يدخلون على المهاجع (الزنازين) ويقتلون المعتقلين والمرضى عمدًا. وبلغت الذروة في 2013 و2014 من حيث القتل خارج نطاق القانون”.
وعن سجن صيدنايا وأقسامه وأهمية الوثائق، ذكر “أولر”: “المهاجع تتسع، نظريًا، لـ13 معتقلًا، ولكن بعد الثورة كان يتم حشر أعداد كبيرة من المعتقلين. وفي 2008 عاصرت عصيانًا في السجن، وجرى استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي والقتل والقنص بحق المعتقلين”.
توصيات وتحذيرات:
وأردف: “خرجت في 2016، والمشاهد التي نتابعها حاليًا قاسية جدًا. أرى آلافًا من أهالي المفقودين يذهبون إلى صيدنايا ليبحثوا ولو عن خبر بسيط عن أبنائهم، وتنتشر أخبار عارية عن الصحة حول وجود طوابق تحت الأرض”.
وأكد أن “أهم شيء أن يكون كل شيء منظمًا، مع وعي واحتفاظ بالوثائق. حركة السجل للسجين في السجن أهم من حركة المحكمة، لأنها تبين أين ذهب وعاد السجين”.
واستطرد: “كنت أتمنى ممن سيطروا على الأرض أن ينظموا هذا الوضع. وثائق مهمة تضيع، وهناك أيضًا مقرات أفرع القوات الجوية التي كانت تضم عشرات الآلاف من المعتقلين، إضافة إلى الأفرع الأمنية الأخرى التي يجب البحث فيها”.
ونوه إلى أنه “بحسب إحصاءاتنا، من بداية 2011 حتى 2020 دخل السجن نحو 37 ألف سجين، ولم يخرج منه إلا 7 آلاف تقريبًا”.
وتشير تقارير دولية إلى أن آلاف المعتقلين تم قتلهم بشكل سري داخل السجن، حيث نفذ النظام المنهار إعدامات دون محاكمات، لا سيما بين عامي 2011 و2015، بمعدل 50 عملية إعدام أسبوعيًا.
وكالة الأناضول – راديو وتلفزيون الكل