مستشار سابق بالخارجية الأمريكية: الوضع في سوريا جيد ونأمل أن لا ترتكب “تحرير الشام” أخطاء

اعتبر المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، حازم الغبرا، أنه رغم الرسائل المطمئنة التي ترسلها هيئة تحرير الشام بعد سيطرتها على سوريا، إلا أن الولايات المتحدة تبقى قلقة من أي تغيير سريع في أي دولة، لا سيما إذا كانت دولة هامة جغرافيًا.

وقال الغبرا في تصريح لقناة “الكل”، إن الولايات المتحدة لديها توجس من الهيئة وتخوف من ظهور الإرهاب، فهي لا تعرف كيف سيتصرف من سيستلم زمام الأمور. مشيرًا إلى أنه رغم أن الرسائل مطمئنة جدًا حتى الآن، إلا أن أمريكا لا تتخذ قرارات سريعة فيما يتعلق بلوائح الإرهاب.

وأضاف أنه من الواضح أن إدارة بايدن الحالية ستُحيل القرار المتعلق بتحرير الشام إلى إدارة ترامب القادمة، وهو الذي سيتخذ القرار. ولفت إلى أن واشنطن لم تختر تحرير الشام، ولكن الوضع على الأرض وجزء من الشعب السوري الذي حمل السلاح اختارها. وأكد أن أمريكا لن تتخذ قرارات كبرى حتى ترى ماذا سيحدث على الأرض.

وتابع: “إن سوريا بحاجة إلى دعم دولي ومساعدات”، منوهًا إلى أن المجتمع الدولي سيرى الكثير من الأمور الجيدة، ولكنه سيركز على الأمور السيئة. وأي خطأ اليوم أو تصريح غير مسؤول ستكون نتائجه سيئة على الشعب السوري.

وأردف: “الوضع الآن جيد، وتحرير الشام تتصرف بشكل جيد، ونأمل أن لا تحدث أخطاء تؤدي إلى ردود فعل عكسية من المجتمع الدولي”.

وفيما يتعلق بـ”حكومة الإنقاذ”، ذكر الغبرا أن الحكومة تحتاج إلى إثبات نفسها في وقت صعب، وعلى الشعب أن يكون واقعيًا لأن الإصلاح يأخذ وقتًا، وسيكون هناك بعض الأخطاء. وأشار إلى أن المواطن السوري هو من سيحكم إن كانت الحكومة السورية الجديدة مناسبة أم لا.

وتمنى الغبرا أن تُشرك الحكومة الجديدة المواطن السوري في بناء سوريا الجديدة، وأن تكون عادلة مع الجميع.

وأشار إلى وجود صلة واضحة بين هيئة تحرير الشام والحكومة الانتقالية الجديدة، لا سيما أن علم الهيئة كان حاضرًا خلال اجتماع رئيس وزراء الحكومة الجديدة.

وعن تعامل ترامب مع الحكومة الجديدة بغض النظر عن أي تصنيفات على القوائم، أكد الغبرا أن ترامب واضح ويؤمن بفكرة تبادل المصالح. كما أشار إلى القرار 2254 الذي يجب تطبيقه.

وأوضح أن أمريكا قد تقدم دعمًا للحكومة الجديدة في المستقبل يتعلق بالدعم التقني والمالي ودعم عملية الإصلاح. ولفت إلى أن معظم دول العالم تسير على خطى أمريكا وتفعل ما تفعله تجاه الحكومة الجديدة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد قال أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا دعمًا تامًا، وتريد أن تؤدي العملية إلى حكم جدير بالثقة وشامل وغير طائفي يتوافق مع المعايير الدولية للشفافية والمساءلة، بحسب “رويترز”.

وفي وقت سابق من أمس، أكد بلينكن أن الولايات المتحدة عازمة على منع تنظيم “داعش” الإرهابي من إعادة تنظيم صفوفه في سوريا، وكذلك الحؤول دون تفكك هذا البلد بعد إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال بلينكن إن الشعب السوري هو الذي يجب أن يختار مستقبله. وأضاف أن التصريحات التي يدلي بها زعماء المعارضة السورية بشأن بناء حكم شامل هي موضع ترحيب، لكن المقياس الحقيقي سيكون في الإجراءات التي يتخذونها.

من جهته، قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة تواصلت مع مختلف مكونات المعارضة السورية وتريد أن تتم الاستجابة لتطلعات الشعب السوري.

كما أشار إلى أن واشنطن تراقب عن كثب التطورات في سوريا، وأن الرئيس بايدن يتلقى تحديثات بشأنها.

بدوره، أكد نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي أنه لا تغيير رسميًا في سياسة واشنطن تجاه أي من الجماعات التي أطاحت بالأسد ونظامه، مضيفًا أن واشنطن “ستتريث قبل اتخاذ قرار بشأن هذه الجماعات لحين معرفة ما ستفعله”.

وأشار إلى أن القرارات بشأن جماعات المعارضة السورية “لا بد أن تستند إلى الحقائق”، منوهًا إلى أن السوريين لديهم الآن أول فرصة منذ عقود لتحديد من يحكمهم، وهو وضع يحمل في طياته مخاطر كبيرة، لكنه يقدم أيضًا فرصًا، وفق تعبيره.

خاص – راديو وتلفزيون الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى