قيادي ميداني: جميع الاحتمالات مفتوحة خلال معركة “ردع العدوان” للتقدم نحو مدينة حلب

أكد القيادي في “إدارة العمليات العسكرية” ضمن عملية “ردع العدوان”، أحمد دالاتي، أن جميع الاحتمالات واردة ومفتوحة خلال المعركة الحالية، سواء التقدم باتجاه مدينة حلب أو مناطق أخرى، مشيرًا إلى أن هذا التقدم يحكمه الظرف الميداني وتقديرات الإدارة العسكرية.

وقال دالاتي خلال حديثه لبرنامج “48 دقيقة”، الذي يعرض على قناة “الكل”، إن الفصائل العسكرية أصبحت على مسافة قريبة جدًا من مدينة حلب ومن مدينة سراقب بريف إدلب، وهناك تحضيرات لمحاور جديدة واستعادة المزيد من المناطق والتوسع ميدانيًا.

وأضاف دالاتي أن سبب التقدم السريع للفصائل وانهيار قوات النظام هو التكتيكات العسكرية التي استخدمتها إدارة العمليات العسكرية في المعركة، ونتيجة الإعداد الكبير الذي تم على مدى أربع سنوات، إضافة إلى توظيف المقدرات العسكرية بشكل صحيح على الجبهات، واختيار التوقيت المناسب من الناحيتين السياسية والميدانية، وكذلك الجبهة والتكتيك المناسبين للمعركة.

وأشار إلى أنه رغم حشود النظام الكبيرة جدًا في المنطقة، إلا أن الفصائل العسكرية استطاعت اختراق خطوطه بعملية نوعية، مما أدى إلى انهيارات في صفوفه، ثم استُغل هذا الأمر من قبل الفصائل بالهجوم على ريف حلب الغربي من عدة محاور، لا سيما محور الشيخ عقيل وقبتان الجبل و”الفوج 111”.

وأوضح أنه تم استهداف مراكز قيادية لقوات النظام، ما أدى إلى شل منظومته العملياتية ودخوله في مرحلة عدم اتخاذ القرارات الصحيحة والتخبط بين عناصره، لذلك استثمرت الفصائل هذا الوضع للتقدم بخطة معدة مسبقًا، وسيطرت على أكثر من 200 كيلومتر مربع في أقل من 48 ساعة.

وذكر القيادي في “إدارة العمليات العسكرية” أن الفصائل في اليوم الثاني للمعركة فاجأت النظام من خلال فتح محاور جديدة جنوب إدلب باتجاه سراقب، مما أدى إلى تشتت قوات النظام.

قرار  العمل العسكري

وعن سؤال مقدم البرنامج حول قرار اتخاذ العمل العسكري في هذا التوقيت، أجاب دالاتي: “إن قرار المعركة لم يكن عبثيًا ولا ارتجاليًا، وإنما هو جهد متراكم وتعب كبير جدًا على مدى أربع سنوات في إيجاد رؤية شاملة لقيادة المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل”، مردفًا أن “اللحظة المناسبة لإطلاق المعركة جاءت في سياق إقليمي وسياسي ودولي استطعنا فيه اتخاذ قرار التغيير الجغرافي.

كما جاء أيضًا في سياق الرد على سلوك النظام والميليشيات الإيرانية ومحاولاتهما نقل المواجهة والضغط الممارس عليهما بسبب حرب غزة إلى المناطق المحررة لإسكات حاضنتهم الشعبية من استحقاق مواجهة إسرائيل التي تتحرك بحرية في جنوب سوريا تحت مرأى النظام والميليشيات الإيرانية التي لا تقوم بأي ردة فعل”.

وبيّن دالاتي أن النظام، منذ حوالي ثلاثة أشهر، يقوم بحشد قواته على تخوم إدلب، ويستقدم تعزيزات ضخمة من الفرقة 25 والحرس الجمهوري وبعض الميليشيات الإيرانية. إضافة إلى ذلك، قام بتصعيد قصفه للقرى المحاذية للجبهات ونقاط التماس، مما أدى إلى حركة نزوح ضخمة جدًا من قبل الأهالي.

وردًا على سؤال مقدم البرنامج بشأن الهدف الاستراتيجي لعملية “ردع العدوان” وما إذا كانت تسعى إلى تغيير شامل في موازين القوى على الأرض، أكد القيادي في “إدارة العمليات العسكرية” أن العملية العسكرية جاءت في ظرف استثنائي ولحظة مفصلية في عمر الثورة السورية، وظرف إقليمي ودولي متفاعل، مما أعطاها فرصة للانطلاق. ونوه بأن المستوى الاستراتيجي للمعركة سيكون له نتائج كبيرة جدًا.

ولفت إلى أن المناطق التي تسيطر عليها الفصائل حاليًا كانت قد خسرتها في عام 2019 جراء حملة شنتها قوات النظام والميليشيات الإيرانية بدعم جوي روسي. وبعد انتهاء هذه الحملة في شهر آذار عام 2020، جرت دراسة الأسباب التي أدت إلى خسارة تلك الأراضي والمناطق.

تغيير العقلية

واعتبر دالاتي أن أهم تغيير نوعي تحقق فيما يتعلق بالمكون الثوري والجهات العسكرية بعد دراسة أسباب الخسارة كان تغيير العقلية في فهم هذا الصراع وإدارته وابتكار تكتيكات وأساليب جديدة لمواجهة الأعداء على المستويين الإقليمي والدولي، وبإمكانات ضخمة على المستويات العسكرية والسياسية والأمنية، وأدى ذلك إلى توحيد الجهود والوقوف على الأخطاء والمشاكل على جميع الأصعدة، مما ساهم في توحيد الرؤية العسكرية وتنظيم الجهات العسكرية ونقلها من حالة العشوائية إلى حالة شبه منظمة ومؤسسية، ووضع جميع المقاتلين ضمن نظام عسكري، مما أحدث نقلة نوعية في الأداء العسكري لهذه الفصائل.

وأوضح أن السبب الأساسي الذي أدى إلى الخسارة السابقة كان التنازع والتفرق والتشتت الذي سيطر على مراحل الثورة والفصائل، وكان سببه أن كل جهة تنظر لنفسها على أنها الجهة الراعية لهذه الثورة.

وعن قصف قوات النظام للأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل من أجل الضغط عليهم، بيّن دالاتي أن القصف ليس جديدًا وهو موجود سواء قامت الفصائل بعمل عسكري أم لا، مضيفًا: “نعمل قدر الاستطاعة على تخفيف وطأة القصف من خلال ضرب مواقع النظام، وندعو الأهالي للتكاتف معنا”.

خاص – راديو وتلفزيون الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى