الدفاع المدني: التدخل الروسي في سوريا لم يكن إلّا غطاءً لاغتيال حلم السوريين
أكد الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” أنه بعد مضي 9 سنوات على التدخل العسكري الروسي في سوريا أصبح جلياً أن ذريعة روسيا المتمثلة بحماية حليف استراتيجي، وتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، واستعادة دورها على الساحة الدولية لم يكن إلّا غطاءً لاغتيال حلم السوريين بالتغيير.
وقال الدفاع المدني في تقرير له اليوم السبت، في الذكرى التاسعة للتدخل العسكري الروسي في سوريا، إن روسيا أعلنت في 30 أيلول 2015 رسمياً تدخلها في سوريا لصالح نظام الأسد، معلنةً بذلك انتقالها من موقع الحامي السياسي للنظام إلى الحامي العسكري المباشر، ومتكفلةً بإنقاذه من السقوط والانهيار.
وأضاف التقرير أن روسيا استخدمت قوتها العسكرية ضد السوريين بوحشية قل نظيرها في العصر الحالي، متبعةً سياسة الأرض المحروقة، ومتباهيةً بتحويل أجسادهم ومنازلهم إلى ساحة لاختبار أسلحتها والترويج لها، وقد كان لذلك تبعات كارثية على الصعيد الإنساني من حيث عدد الضحايا المرتفع والمجازر المرتكبة وعمليات التهجير القسري التي تعرض لها السوريون طوال السنوات الماضية.
وتابع: “سلبَ التدخل الروسي المباشر في سوريا أرواح آلاف السوريين، وارتكبت الطائرات الروسية عشرات المجازر بحقهم، وتشير أرقام الدفاع المدني السوري، والتي تعتمد فقط على توثيقات فرق الاستجابة في المؤسسة حتى تاريخ 12 أيلول 2024 إلى مقتل 4073 مدنياً، وجرح 8431 مدنياً جراء 5751 هجوماً شنته روسيا ضد السوريين”.
وأردف أن فرق الدفاع المدني استجابت لما مجموعه 265 مجزرة ارتكبتها القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري المباشر، وأدت تلك المجازر لمقتل 2784 مدنياً بينهم 873 طفلاً و552 امرأة، وإصابة 3442 آخرين، بينهم 884 طفلاً و753 امرأة.
المرافق المستهدفة
وذكر التقرير أن الهجمات الروسية تركزت على مراكز المدن ومنازل المدنيين والمرافق الحيوية، بهدف تهجير المدنيين وتدمير كافة أشكال الحياة التي تدعم استقرارهم. واستهدف 3838 هجوم منازل المدنيين، وأسفرت عن مقتل 3221 مدنياً، تلتها الاستهدافات للأراضي الزراعية بـ985 هجوماً، أسفرت عن مقتل 102 شخص، ثم الطرق بـ336 هجوماً، أسفرت عن مقتل 123 شخصاً، واستهدفت الأسواق الشعبية بـ54 هجوماً مما أسفر عن مقتل 356 شخصاً.
كما استهدفت الهجمات الروسية على نحو ممنهج المرافق المدنية العامة والمنشآت الحيوية التي تنص كافة المواثيق الدولية على تحييدها في النزاعات، حيث تعرضت المشافي لما مجموعه 70 اعتداءً أدى لخروج معظمها من الخدمة بعد تدمير المباني والمعدات، وأدت الاعتداءات على المشافي إلى مقتل 42 مدنياً وجرح 145 آخرين، بحسب التقرير.
وأشار التقرير إلى أن 73 هجوماً استهدفت الغابات، و64 هجوماً استهدفت مراكز وفرق الدفاع المدني السوري، و49 هجوماً استهدفت المباني العامة، و47 هجوماً استهدفت المدارس. كما استهدفت الاعتداءات الروسية المساجد والمخابز ومخيمات النازحين وغيرها من المنشآت العامة والحيوية.
المتطوعون
وأوضح التقرير أن عمل “الخوذ البيضاء” الداعم للمجتمعات التي تتعرض للهجمات جعلها أهدافاً بالنسبة للقوات الروسية التي قصفت المراكز عشرات المرات واستهدفت الفرق أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني بإنقاذ المدنيين، وظهر بشكل جلي وواضح ما عرف بالضربات المزدوجة، عبر تكرار استهداف نفس المكان بغارة جوية ثانية بعد غارة أولى، بهدف قتل المنقذين والمسعفين الذين يهرعون للمكان.
ولفت إلى أن القوات الروسية استهدفت بشكل مباشر فرق الدفاع المدني السوري أثناء عملهم على إنقاذ المدنيين، وقتلت 49 متطوعاً وجرحت 163 متطوعاً آخر منذ بدء تدخلها المباشر في سوريا.
وسبقَ التدخل الروسي المباشر في سوريا، دعمٌ سياسي مطلق لنظام الأسد في مواجهة السوريين بعد انطلاق الحراك السلمي في شهر آذار 2011، وظهر ذلك جلياً في استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن 17 مرة لصالح نظام الأسد، لتمنع بذلك اتخاذ أي قرار دولي يساهم أو يساعد في حماية المدنيين السوريين وفق القوانين الدولية، بل وامتد الدعم الروسي إلى مجاراة النظام في حملات التضليل، وتشويه الحقيقة لترتبط هذهِ السياسة لاحقاً بشكل وثيق بسياسة القتل والاستهداف الممنهج، وكانت المعلومات المضللة تهدف بشكل مباشر لتشويه صورة السوريين المنتفضين ومتطوعي الخوذ البيضاء ووصفهم بالإرهابيين لتسهيل العملية اللاحقة وهي القتل، لتكون المعادلة “قتلنا إرهابيين”.
متابعات – راديو وتلفزيون الكل