فقدان أدوية السل من غوطة دمشق الشرقية ينذر بكارثة

أربع سنوات مر على حصار غوطة دمشق الشرقية، شهد خلالها المدنيين القصف بالأسلحة بمختلف اشكالها فمن الكيميائي للعنقودي، ومن السلاح الخفيف للمتوسط للثقيل.

حيث تركت هذه الأسلحة أثرها على البيئة التي تردت أوضاعها بشكل كبير، نتيجة لتراكم القمامة في مكبات غير مهيئة أساسا لها وعدم القدرة على اتلافها، يضاف لكل ما سبق عمليات استخراج المحروقات من المواد البلاستيكية ، كل ما تقدم كان سببا في انتشار التلوث الذي بدوره أدى لانتشار أمراض مختلفة و من بينها السل ،المرض الذي بدأ بالظهور في غوطة دمشق الشرقية في ظل انعدام اللقاحات الخاصة به وضعف المناعة التي انتشرت بين الأهالي نتيجة لسوء التغذية وعوامل الخطورة الأخرى.

ويقول مدير مديرية الصحة في ريف دمشق الحرة الدكتور “يزن خليل” أنه تم توثيق 137 خلال عام 2015 في الغوطة، حيث تماثل 42 مريض للشفاء فيما لم تشفَ بقية الإصابات، وأشار “خليل” لراديو الكل، إلى أن السل الثانوي الناكس المعدي هو أكثر الأنواع انتشاراً في الغوطة.

ورغم حاجة المرضى الماسة للعلاج إلا أن الدواء غير متوافر في الغوطة الشرقية، و إلى حين تأمينه يبقى الحل الوحيد تتبع المرضى ومراقبتهم، وهو ما يشكل بحد ذاته معاناة للعاملين هناك في ظل التنقل الدائم للمرضى نتيجة القصف.

ولفت أن الدواء كان متوافر في الغوطة لغاية 16 – 1 من العام الجاري، مؤكداً أن علاج مرض السل يتطلب فترة تقارب الـ 6 أشهر، وهو أمر غير ممكن بسبب تنقل المريض وعدم توفر العلاج أساساً، منوهاً أن أدوية السل لها أعراض جانبة تؤثر على العين والسمع والكلى.

أما الجهة المخولة بعملية الكشف عن حالات السل وعلاجه في الغوطة الشرقية، هو فرع الهلال الأحمر في مدينة دوما، حيث يمتلك وحده كافة أدوات تشخيص المرض.

وأكد مدير مديرية الصحة على الإعتناء بالنظافة أثناء التعامل مع المريض تفادياً من العدوى، والتي تتم عن طريق المصافحة كأكثر وسيلة لنقل المرض، ولفت إلى أبرز أعراض المرض تتمثل بمجموعة من الأعراض مجتمعة وهي السعال المدمم والحرارة المسائية وفقدان الوزن والوهن.

وأوضح أن تشخيص المرض يكون سريراً وشعاعياً ومخبرياً، وبعد تقاطع المعلومات وفقاً للتشخصيات الثلاثة يتم تقيم حالة المريض بأنه مصاب بالسل أم لا.

وبيّن “خليل” في ختام حديثه إلى التواصل بين وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤتقة ومنظمة الصحة العالمية منذ 2013 وحتى الآن، وذلك لإطلاعهم على الواقع الصحي في الغوطة الشرقية، مؤكداً على تحسن التواصل مع المنظمة العالمية منذ 6 أشهر عن طريق الهلال الأحمر، لأنها ترفض التعامل مع المنظمات في المناطق المحررة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى