قتلى في غارات على غزة وسط غموض بشأن موعد بدء الهدنة

مصدر إسرائيلي: "تنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية في غزة أُرجئ لوجود ثغرات بعدد من بنوده"

سقط عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين، الخميس، في غارات إسرائيلية متواصلة لليوم 48، استهدفت دير البلح وخان يونس ومخيم النصيرات في قطاع غزة، وسط غموض بشأن موعد بدء الهدنة الإنسانية، والتي من المقرر أن تستمر 4 أيام، وتشمل وقفاً للقتال وتبادلاً لمحتجزين وإدخال مساعدات أكبر إلى القطاع.

وارتفع عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول الماضي، إلى “أكثر من 14 ألفاً و128 فلسطينياً، 74 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، وفق ما أعلنت الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

وأفادت “أونروا”، في بيان، اليوم الخميس، بارتفاع عدد قتلى موظفيها في قطاع غزة إلى 108، وأوضحت أن “هذا أكبر عدد من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة الذين قتلوا في صراع بتاريخ الأمم المتحدة”.

وأشارت “أونروا”، إلى “نزوح 1.7 مليون في مناطق مختلفة بقطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي”.

في الغضون، لا يزال نحو 200 مريض و65 جثة محاصرين في المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة، وفق ما كشف مدير عام وزارة الصحة في القطاع منير البرش، اليوم.

ونقلت، وكالة الأناضول، عن البرش، قوله، إن “الجيش الإسرائيلي طالبنا قبل 24 ساعة بإخلاء المستشفى الإندونيسي خلال 4 ساعات”، وأضاف أن القصف متواصل بمحيط المستشفى منذ أيام في ظل حصار مستمر من القوات الإسرائيلية.

وأشار البرش، إلى مغادرة 450 مريضاً المستشفى مساء الأربعاء، فيما لا يزال نحو 200 مريض و65 جثة محاصرين داخله، مؤكداً عدم قدرة الأطقم الطبية دفن الجثث بسبب خطورة الوضع الأمني.

في السياق، اعتقل الجيش الإسرائيلي مدير مستشفى الشفاء في مدينة غزة، محمد أبو سلمية، بحسب ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي، لم تسمه.

وأضاف المصدر: أنه “تم نقل مدير المستشفى المركزي والهام في قطاع غزة للتحقيق من قبل الوحدة 504 التابعة للمخابرات العسكرية وجهاز الأمن العام “الشاباك”.

ولم توضح هيئة البث الإسرائيلية التهم التي يوجهها الجيش الإسرائيلي لمدير المستشفى، فيما أكدت مصادر لوكالة الأناضول أن القوات الإسرائيلية اعتقلت إلى جانب أبو سلمية عدداً من الكوادر الطبية أيضاً.

وفي آخر تطورات الهدنة، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، اليوم، عن موعد بدء سريان اتفاق الهدنة في قطاع غزة، وأكد أن محادثات الخطة التنفيذية للاتفاق تسير “بشكل إيجابي”.

وقال الأنصاري، في تصريح نشرته وزارة الخارجية القطرية، على حسابها في منصة “إكس”، إن “الإعلان عن موعد بدء سريان اتفاق الهدنة التي جرى التوصل إليها سيكون خلال الساعات القادمة.

وأضاف، أن “العمل مستمر مع الطرفين وشركائنا في مصر والولايات المتحدة الأمريكية لضمان سرعة البدء بالهدنة وتوفير ما يلزم لضمان التزام الأطراف بالاتفاق”.

بدوره، قال مصدر إسرائيلي، لهيئة البث العبرية، اليوم، إن تنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية في غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، أُرجئ لوجود ثغرات بعدد من بنوده، ولكن على الأقل في الوقت الحالي لا يبدو أن الأمور في طريقها إلى الانفجار”، وفق وصفه.

من جانبه، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن “إطلاق سراح الأسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة بحسب الاتفاق الأصلي لن يبدأ قبل يوم الجمعة”.

وفجر الأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية القطرية، عن توصل حركة حماس وإسرائيل إلى اتفاق هدنة إنسانية في غزة بوساطة مشتركة مع مصر والولايات المتحدة، تشمل وقف القتال، وتبادل محتجزين، وإدخال مساعدات إلى القطاع.

وقالت الخارجية القطرية، في بيان، إن “اتفاق الهدنة الإنسانية سيتم الإعلان عن توقيت بدءها خلال 24 ساعة وتستمر 4 أيام قابلة للتمديد”.

ويشمل الاتفاق، تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.

وأضاف الوزارة القطرية، أن الهدنة ستسمح أيضا بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.

وفي 7 من تشرين الأول الماضي، شنت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى عملية عسكرية مباغتة تحت مسمى “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، بينما ردت الأخيرة بإطلاق عملية مضادة أسمتها “السيوف الحديدية”.

ويرزح قطاع غزة -الذي يأوي نحو 2.3 مليون نسمة- تحت حصار إسرائيلي منذ عام 2006، وتتفاقم معاناة قاطنيه منذ بدء إسرائيل حربها الأخيرة، وقطعها كافة الإمدادات من مياه وكهرباء ووقود، وسط دخول شاحنات مساعدات “محدودة” من معبر رفح الحدودي مع مصر.

راديو الكل – متابعات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى