الجيوب الأنفية.. أسباب التهابها وعلاجه والوقاية منه

"يجب عدم استخدام البخاخات الأنفية والقطرات الموضعية لأكثر من 5 أيام، والا ستصاب بما يسمى طبيا "داء القطرات الأنفية" مما يعني دخول المريض بحالة إدمان وعدم استطاعته التنفس الطبيعي عبر الأنف إلا من خلاله" تعرفوا على الجيوب الأنفية والتهاباتها وسبل العلاج ونصائح طبية حولها.

تقع الجيوب الأنفية في الرأس بمنطقة حساسة مرتبطة بالأنف، تجعلها معرضة للالتهابات خاصة مع نزلات البرد والرشح، ويعاني عدد كبير من الناس من هذه المشاكل المرتبطة بالجيوب الأنفية.

طبيب الأنف والأذن والحنجرة المختص محمد المصري، يقدم عبر الأناضول تعريفا بالجيوب الأنفية والتهاباتها وسبل العلاج ونصائح طبية بشأنها.

وقال المصري: “يحتوي عظم الجمجمة على تجاويف فارغة وإلا كان وزن الرأس أضعاف ما هو حاليا، تلك التجاويف يطلق عليها اسم الجيوب وهي 6 تجاويف”.

وأضاف: “هناك تجويفان تحت العينين وضمن عظم الفك يطلق عليها الجيوب الفكية، واثنان فوق العينين وضمن عظم الجبهة وتسمى الجيوب الجبهية، وواحد بين العينين مؤلف من عدة خلايا أو أقسام صغيرة تسمى الجيوب الغربالية لشبهها بالغربال، وواحد بين وخلف العينين يسمى الجيب الوتدي”.

وأوضح أن “جميع هذه الجيوب ترتبط بقنوات ضيقة تصب في الأنف، ويكسو هذه الجيوب غطاء مخاطي يقوم بتصنيع المخاط بكمية محددة وتركيب محدد يتم تصريفه عبر القنوات المذكورة إلى الأنف، ما يساعد على الحفاظ على الأنف نظيفا وخاليا من الجراثيم والشوائب”.

ولفت المصري إلى أنه “كما أن هذه التجاويف تمتلئ بالهواء مما يعطي صوت الإنسان صدىً معينا ومواصفات تجعله ناعما ومفهوما، وقد تمتلئ هذه الجيوب بالسوائل، وقد تصيب الجيوب الأنفية بعدة أمراض أو مشاكل”.
وفيما يلي الالتهابات والأمراض التي تصيب الجيوب الأنفية بحسب الطبيب المصري:

التهاب الجيوب الأنفية الحاد

عادة ما نشاهده بعد نزلات البرد أو الحساسية ما يؤدي لاحتقان وتضيق قنوات تصريف الجيوب فتمتلئ بالسوائل ما يؤدي لأعراض مزعجة مثل الحرارة والصداع وثقل الرأس والإحساس بضغط في الوجه وحَوْل العينين وسيلان الأنف والدوار وألم الأذنين والسعال والتعب العام.

التهاب الجيوب الأنفية المزمن

هذا المصطلح يطلق على التهاب الجيوب الأنفية ان استمر أكثر من 12 أسبوعا، مما يعني أن تصريف الجيوب صار أكثر صعوبة وهنا الأعراض تكون مشابهة للسابقة وان خفت حدتها قليلا.

التهاب الجيوب الأنفية المتكرر

ويصيب عادة الأشخاص المصابين بالتحسس وهنا قد تحدث تورمات او تكتلات ضمن الجيوب يطلق عليها البوليبات الأنفية مما يغير من طبيعة الجيوب، ومن الجدير ذكره هنا ان التدخين قد يزيد من تواتر التهاب الجيوب من خلال تغير طبيعة وتركيب المخاط المفرز مما يقلل من مناعة الجيوب والأنف بشكل عام.

التهاب الجيوب التحسسي

وهو التهاب يصيب الأنف بسبب الجزيئات المهيجة (الغبار، العطورات، حبوب اللقاح، وبر الحيوانات). ويمكن أن تشمل أعراض حساسية الأنف العطس وحكة الأنف والعينين والاحتقان وسيلان الأنف والسيلان الأنفي الخلفي (مخاط في الحلق) كما يمكن أن تحدث أعراض التهاب الجيوب الأنفية والحساسية في نفس الوقت الذي تحدث فيه نزلات البرد.

أسباب أخرى لالتهاب الجيوب الانفية

  • انحراف الحاجز الأنفي أو الوتيرة
  • ضعف جهاز المناعة بسبب المرض أو الأدوية.
  • كما ان بعض المهن قد تحرض التهاب الجيوب وتزيد نسبته كما هو الحال عند الطيارين والغواصين بسبب اختلاف الضغط الجوي.
  • أيضا قد تصاب الجيوب الانفية بأورام لا مجال لذكرها، ويتم تشخيصها عادة عبر تنظير الانف والجيوب بيد اختصاصي الاذن والانف والحنجرة وقد يتطلب الامر اجراء التصوير الطبقي المحوري او الرنين المغناطيسي ثم اجراء الخزعة والعمل الجراحي المناسب.
  • تربط الجيوب الأنفية بالدماغ علاقة وثيقة مما يعني في حال الإهمال أو المعالجة الخاطئة يؤدي الى احتمال انتقال التهاب الجيوب الى السحايا او الدماغ مما قد يهدد الحياة.

علاج التهابات الجيوب الانفية

  • العلاج عادة يقرره الأخصائي ولا يوجد شيء اسمه أفضل مضاد حيوي لالتهاب الجيوب فكل حالة لها خصوصيتها، ومن الجدير ذكره أن استخدام المضادات الحيوية بكثرة أو بشكل خاطئ دون استشارة الاختصاصي قد يؤدي إلى إزمان الحالة او اشتدادها او حدوث اختلاطات دماغية قد تودي بالحياة.
  • ومن ضمن علاجات الجيوب مضادات الاحتقان والغسولات الأنفية والقطرات الموضعية مع الصادات الحيوية ومضادات التحسس بالفم او بالحقن العضلي.
  • وهنا يجدر الذكر أن هناك خطأ شائعا عند البعض وهو استخدام القطرات الأنفية لمدة تزيد عن 5 أيام مما قد يؤدي لإزمان الحالة وتطور “ضخامة القرينات الأنفية أو الزوائد اللحمية” كما يسميها البعض.

وربما يسبب ذلك إدمانا لدى المريض فيحصل ما نسميه داء القطرات الأنفية، مما يعني انسداد دائم للأنف، ولا يخف إلا باستخدام هذه البخاخات أو القطرات مما قد يجعل الطبيب بحاجة لاستخدام عدة بروتوكولات علاجية للتخلص من حالة الإدمان لدى المريض.

نصائح للحفاظ على صحة الجيوب الانفية

  • حذار من استخدام الصادات الحيوية بشكل عشوائي ودون استشارة أخصائي فطريقة العلاج التجريبي أصبحت من الماضي كما أن كثرة استخدام الصادات تؤدي إلى ضعف الاستجابة والمقاومة للعلاج مما يؤدي لإزمان الحالة وربما احتاج الأمر لتدخل جراحي.
  • يجب عدم استخدام البخاخات الأنفية والقطرات الموضعية لأكثر من 5 أيام، والا ستصاب بما يسمى طبيا “داء القطرات الأنفية” مما يعني دخول المريض بحالة إدمان وعدم استطاعته التنفس الطبيعي عبر الأنف إلا من خلالها.
  • قد تفي الغسولات الأنفية التي تحتوي على السيرومات الملحية الغرض في كثير من الحالات، لاسيما في حالات التحسس ونزلة البرد وفي بداية التهاب الجيوب.
  • التمارين الرياضية تفيد كثيرا في الحفاظ على تهوية طبيعية للجيوب، مما يساعد في دخول هواء نقي إلى الصدر والرئتين.
  • ضرورة الابتعاد عن جميع الروائح المخرشة والمحسسة قدر الإمكان.
  • ضرورة استشارة الطبيب الاختصاصي لأي حالة رشح مع صداع يستمر لأكثر من أسبوع.

الأناضول

زر الذهاب إلى الأعلى