الرئيس الأمريكي يتعهد باتخاذ ما يلزم لردع ميليشيات إيران في سوريا
أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة ستتخذ كل ما يلزم لحماية الأميركيين، وذلك بعد ضربات مدفعية وجوية وجهها الجيش الأمريكي لمواقع ميليشيات إيران في شرقي سوريا.
وبحسب ما نقل موقع قناة “الحرة” اليوم الأحد، أوضح بايدن في رسالة وجهها يوم الجمعة لمجلسي الشيوخ والنواب أن الهجمات من الميليشيات الإيرانية عرضت حياة أفراد الولايات المتحدة ومن قوات التحالف في العراق وسوريا لتهديد مستمر.
وقال الرئيس الأميركي إنه وجه القوات الأميركية لشن ضربات “مستهدَفة”، على منشآت في شرقي سوريا تستخدمها مجموعات تابعة لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، وأهداف أخرى.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن ميليشيات إيران تستخدم بعض المواقع المستهدفة، في تخزين الذخيرة.
وأشار بايدن إلى أن هذه الهجمات جاءت بهدف ردع هذه الميليشيات والحد من مخاطر التصعيد، وتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، مؤكداً أنها أضعفت أي جهود تهدف لشن هجمات ضد الولايات المتحدة وشركائها.
وأشار إلى أنه وجه بتنفيذ هذا العمل العسكري بما “يتفق مع مسؤوليته في حماية مواطني الولايات المتحدة في الداخل والخارج وتعزيز الأمن القومي لأميركا”.
ولفت الرئيس الأمريكي أن سلسلة الهجمات التي شنها الجيش الأميركي على ميليشيات إيران بسوريا “تتناسب مع القانون الدولي وحق الولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها”.
وكان بايدن قال الجمعة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في أوتاوا، إن بلاده لا تسعى إلى صراع مع إيران لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها.
وتزامنت رسالة بايدن للكونغرس، مع تصريحات متحدث الأمن القومي الإيراني، كيفان خسروي، التي قال فيها إن أي ذريعة لمهاجمة القواعد الإيرانية في سوريا، ستقابل على الفور برد متبادل، معتبراً أن “الولايات المتحدة تحاول من خلال الإسقاط والتهرب من تداعيات الاحتلال غير الشرعي لجزء من الأراضي السورية، تحميل ذلك للقوات العسكرية لهذا البلد، وأن الاتهامات الموجهة لإيران غير صحيحة”.
وأضاف أنه “لا يمكن لواشنطن أن تنسب المواجهة الطبيعية والقانونية للدول المحتلة مع القوات العسكرية الأمريكية إلى دول أخرى من خلال خلق أزمات مصطنعة واللجوء إلى الزيف”، متهماً الولايات المتحدة بـ”إنشاء ودعم تنظیم داعش كأداة بديلة لتحقيق مآرب سياسية في سوريا والعراق”، على حد زعمه.
كما استنكر نظام الأسد أمس، الضربات الأمريكية على مواقع الميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور، متحدثاً عن تمسكه بإنهاء “الاحتلال الأمريكي” وبسط سلطة الدولة.
وتشهد مناطق شرقي سوريا قصفاً متبادلاً بين ميليشيات إيران والقوات الأمريكية، منذ 3 أيام، وأعلن الجيش الأمريكي أمس، إصابة 6 من جنوده ومقاول بجروح، جراء الهجمات الصاروخية للميليشيات الإيرانية، على القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم القيادة المركزية الأمريكية، أبيجيل هاموك، لقناة روداو العراقية، إن حالة الجنود الستة المصابين في الهجوم مستقرة وعاد اثنان منهم إلى العمل، مضيفة أن جندياً ومقاولاً نقلوا للعلاج في بغداد، في حين يجري معالجة جنديين آخرين في أربيل.
وشهدت مدن دير الزور والبوكمال والميادين، خلال اليومين الماضيين، استنفاراً للميليشيات الإيرانية المدعومة من “الحرس الثوري الإيراني”، والتي أخلت مقرات عدة، إضافة إلى إخلاء البوابة العسكرية في البوكمال عند الحدود مع العراق، وتوقفها عن العمل، خوفاً من القصف.
وتتواجد في سوريا ميليشيات متعددة الجنسيات (إيرانية، وعراقية، ولبنانية، وأفغانية) مدعومة من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، قوامها الآلاف من العناصر والمئات من القياديين والمستشارين العسكريين.
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً، يضم أكثر من عشرين دولة منذ آب 2014، لمحاربة تنظيم “داعش” في سوريا، ولديها عدة قواعد عسكرية في البلاد، تتعرض بين الحين والآخر لهجمات الميليشيات الإيرانية، أهمها قاعدة “العمر” وقاعدة ”كونيكو” بدير الزور، وقاعدة ”التنف” بالبادية السورية.
راديو الكل – متابعات