الجولاني يعلق في تسجيل مصور على التقارب التركي مع نظام الأسد
أكد متزعم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، أمس الإثنين، رفضه للتقارب التركي مع نظام الأسد، متوعدا بإسقاط النظام وبناء دمشق من جديد.
وقال الجولاني في مقطع مصور بثته مؤسسة أمجاد التابعة لتحرير الشام بعنوان “لن نصالح”، إن المباحثات بين النظام والجانب التركي برعاية روسية، تعتبر “انحرافا خطيرا يمس أهداف الثورة السورية”، مضيفاً أن “الثورة السورية تواجه تحديا جديدا في نضالها المستمر بوجه النظام وحلفائه”.
وندّد الجولاني بمكافأة للنظام، بعد أن قتل وهجّر واعتقل ملايين السوريين الأبرياء، وهدم البلدات والمدن السورية واستخدامه الكيماوي، ونشر المخدرات، وجعل سوريا مستنقعا مدمرا متهالكا.
وخاطب الجولاني في تسجيله المصور نظام الأسد قائلاً: “لا تفرح بما يجري، فما مضى أكثر مما بقي، واقتربت ساعتك”.
وأشار متزعم “هيئة تحرير الشام” إلى أن المعركة ليست سياسية يتنازع فيها الناس على المناصب وليست حربا أهلية داخل البيت الواحد، معتبرا أنها معركة بين الحق والباطل، ودعا “الشعب وأبناء الثورة الشرفاء” لعدم الحزن وبذل الجهد والاصطفاف إلى جانب “تحرير الشام” في مواجهة التحديات ومواصلة العهد حتى إسقاط النظام.
يشار إلى أن كلمة الجولاني تأتي بعد كشف مصادر تركية، أن وزراء دفاع روسيا وتركيا والنظام، اتفقوا على آلية مشتركة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين، بعد توفير أرضية مناسبة، وتشكيل لجنة ثلاثية مشتركة، وفتح الطرق الدولية، والسماح للبضائع التركية بالمرور عبر الأراضي السورية، بعد لقاء موسكو الذي التقى فيه وزراء دفاع روسيا وتركيا والنظام، ورئيسي الاستخبارات في أنقرة ودمشق.
وكانت “هيئة تحرير الشام” دخلت في اقتتال داخلي في الشمال السوري في الثامن من تشرين الأول الماضي، بعد أن اندلعت اشتباكات بين فصيلي الجبهة الشامية والحمزة في مدينة الباب في شمال شرق حلب، إثر اتهام الأخير بقتل ناشط إعلامي.
وتدخّلت هيئة تحرير الشام في هذا الاقتتال، دعماً لفصائل معينة بينها الحمزة ضد أخرى على رأسها الفيلق الثالث في الجيش الوطني السوري الذي يضم أيضا الجبهة الشامية وجيش الإسلام، وبعد أيام قليلة فقط، دخلت هيئة تحرير الشام منطقة عفرين وتسلّمت كافة مؤسساتها للمرة الأولى.
وخرجت “الهيئة” من هذه المناطق بعد اتفاق مع فصائل الجيش الوطني وتدخل الجيش التركي لإيقاف الاقتتال، وخلفت المعارك حينها قتلى بينهم مدنيين، خلال 10 أيام.