الدفاع المدني: فجوة الاحتياجات الإنسانية تتسع في مخيمات شمال غربي سوريا
أصدر الدفاع المدني السوري اليوم الثلاثاء، دراسة تضمنت “احتياجات المخيمات شمال غربي سوريا”، وشملت 929 مخيماً لتقييم أهم احتياجات النازحين فيها.
وأجريت الدراسة على 929 مخيماً ضمن 30 ناحية في 9 مناطق في محافظتي إدلب وحلب، منها 648 مخيماً في محافظة إدلب و281 مخيماً في محافظة حلب، وتضم العينة المدروسة 682 مخيماً نظامياً و247 مخيماً عشوائياً في شمال غرب سوريا، في إطار زمني امتد من شهر آب حتى شهر تشرين الثاني من العام الحالي 2022.
وقال “الدفاع المدني” في الدراسة إن مأساة التهجير تتفاقم، وتتسع فجوة الاحتياجات الإنسانية في مخيمات شمال غربي سوريا، مع دخول الأزمة الإنسانية عامها الثاني عشر، واستمرار قوات النظام وروسيا بتهديد مقومات الأمن الغذائي، ومصادر عيش السوريين، وملاحقتهم في ملاذهم الأخير بمخيمات التهجير، وتحويلهما ملف المساعدات الإنسانية لورقة مساومة على حياة السوريين وسط ظروف صعبة في وقت تهدد حياة قاطني المخيمات الأوبئة والأمراض وخاصة الكوليرا الذي لازال يتفشى بشكل متسارع.
ووفق الدراسة خلف شتاء العام الفائت أضراراً بـ 732 مخيماً 79% من العينة المدروسة، في حين لم يتعرض (197 مخيم، 21%) لأضرار خلال نفس الفترة.
واستعرضت الدراسة أبرز الصعوبات التي تعرضت لها المخيمات المقيّمة، إذ تعرضت 68% من المخيمات لفيضانات وغرق الخيم، كما شهدت 61% من المخيمات تمزق واقتلاع الخيم نتيجة الرياح العاتية والأمطار، حيث برزت هذه المعاناة تحديداً بنسبة 100% ضمن مخيمات منطقة أريحا، وعانت 50% من المخيمات من عدم وجود وسائل تدفئة مناسبة، وعانت 50% من المخيمات كذلك من تشكل مستنقعات المياه والوحل نتيجة سوء حالة الطرق والأرصفة، كما تعرضت 26% من المخيمات لصعوبات نتيجة عدم قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول نتيجة سوء حالة الطرق المؤدية للمخيم.
وتناولت الدراسة الاحتياجات الأساسية للمخيمات وكانت 84% منها بحاجة لعوازل أرضية بالإضافة للحاجة إلى تبحيص الأرضيات في 76% من المخيمات المقيمة و71% منها بحاجة لإعادة تأهيل الطرقات المؤدية إليها.
في حين كانت الحاجة ماسةً لتوفير مياه الشرب في 17% من المخيمات، و47% منها بحاجة لصرف صحي، و17 % بحاجة لتوفر دورات المياه، إضافة للحاجة لأنظمة الصرف المطري في 75% من العيّنة، ونسبة 84% منها بحاجة لأنظمة الإنارة بالطاقة الشمسية.
وتضمنت دراسة “الدفاع المدني مجموعة من التوصيات، على رأسها: رفع مستوى الخدمات المقدمة وتطوير الطرق المتبعة لمعالجة المشاكل ضمن المخيمات إذ أنه لم يتم حل المشاكل التي واجهت المهجرين رغم تدخل الجهات الإنسانية الفاعلة ضمن 45% من المخيمات رغم التدخل.
بالإضافة إلى ضرورة التوجه نحو المخيمات العشوائية وتنظيمها لأنها لا تزال الأكثر عرضة للكوارث والمخاطر خلال فصل الشتاء، وتنظيم البنية التحتية في المخيمات من خلال توفير حفر الصرف الصحي وقنوات تصريف الأمطار والطرق المرصوفة للتخفيف من حدة المشاكل التي تواجه النازحين كل شتاء، وتزويد المخيمات بمختلف أنواع العوازل، ومنها العوازل الأرضية، وعزل أرضية الخيم وفرشها بالحصى.
وأكد على ضرورة تزويد المخيمات بالحمامات ودورات المياه، وصيانتها دورياً، حرصاً على تأمين النظافة العامة ومنع انتشار الأمراض والأوبئة خاصة في ظل ازدياد حالات الكوليرا في شمال غرب سوريا، وزيادة كمية المياه المخصصة للمخيمات، ومراعاة المعايير الإنسانية في تأمين متطلبات الفئات المستضعفة من النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة ضمن المخيمات من حيث توفير دورات المياه والحمامات الخاصة بهم.