موجة نزوح غير مسبوقة يشهدها الجنوب السوري

موجة نزوح غير مسبوقة تشهدها مناطق ريف درعا جنوب البلاد، حيث كثف الطيران الروسي قصفه على مدن وبلدات الشيخ مسكين وداعل وإبطع وطفس وعتمان والغارية الغربية، بغارات جوية تجاوز عددها خلال الشهر الماضي والحالي الألف وسبعمئة غارة، ما دفع بالأهالي للهروب بعيداً عن مناطق القصف والاشتباك.

من جهته أعلن الدفاع المدني في درعا بأن أكثر مدن وقرى حوران منكوبة بعد نزوح نحو 140ألف نسمة منها، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بالتدخل لإيقاف القتل والتهجير الممهنج وتقديم العون للمدنيين في المنطقة، حسب ما تحدث “عبد الله سرحان” مدير الدفاع المدني في درعا لراديو الكل، والذي أشار إلى نزوح 20 ألف مدني من داعل ومثلهم من نوى، و17 ألف من إبطع، و15 ألف في كل من طفس والغارية الغربية، و10 آلاف من الشيخ مسكين وعلما والصوّرة، و9 آلاف من بصر الحرير، و3 آلاف من النعيمة، و2500 من اليادودة.

ولفت إلى استقبال مدينة بصرى حوالي 700 عائلة نازحة كأكبر منطقة استقبلت نازحين، فيما نزح بعضهم الآخر نحو أقاربهم في بلدات صيدا والطيبة والكحيل والمزيريب وجاسم، منوهاً إلى أن أغلب النازحين توجهوا نحو السهول والمزارع.

وبين “سرحان” بأن الحدود السورية الأردنية تكاد تخلو من النازحين، وذلك لعلم الأهالي باستحالة السماح لهم بدخول الأردن التي أغقلت حدودها بشكل كامل، فيما توجه عدد قليل من العوائل إلى معبر الرويشد الذي يبعد حوالي أربعين كيلو متر عن الحدود الإدارية لمحافظة درعا.

في المقابل أوضح “معن الوادي” مدير مكتب العلاقات العامة والموارد البشرية في مجلس محافظة درعا؛ أن المجلس تواصل مع  الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المعنية من أجل إيجاد حل لأزمة النازحين، دون أن تلقى هذه الجهود أي استجابة.

وأشار “الوادي” لردايو الكل، إلى معاناة النازحين الذين لجؤوا نحو السهول والمزارع من البرد القارس، في ظل غياب المياه والغذاء ووسائل المعيشة اليومية.

وأكد أن من بين النازحين جرحى ومصابين تم نقلهم إلى المشافي الميدانية حيث تم علاجهم ضمن الإمكانيات المتاحة، مشيراً إلى أن مجلس المحافظة يعمل على توجيه كوادر طبية إلى تجمعات النازحين بهدف التوعية حول الأمراض الوبائية التي يتخوف من تزايد الإصابة بها لأسباب تتعلق بقلة النظافة وعدم توفر الرعاية الصحية الكافية.

مشهد ينذر بالأسوء في الجنوب السوري، مع كثافة النازحين والمهجرين الذين يعيشون ظروفاُ معيشية صعبة تفتقد أبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى