أهالي ريف حلب يتظاهرون ضد “تحرير الشام” ومؤشرات على استمرار التوتر العسكري
خرج المئات من المدنيين ليلة أمس وصباح اليوم الاثنين، في مظاهرات بمناطق عدة في ريف حلب، احتجاجاً على دخول “هيئة تحرير الشام” إلى المنطقة.
وقال مراسل راديو الكل في ريف حلب، إن مظاهرات عدة خرجت ليلة أمس في مدن اعزاز والباب وجرابلس ومارع وأخترين وصوران ومناطق أُخرى، للاحتجاج ضد “هيئة تحرير الشام”.
وأشعل المتظاهرون الإطارات ورفعوا لافتات وأطلقوا شعارات رافضة لـ”هيئة تحرير الشام” ودخولها إلى مناطق سيطرة “الجيش الوطني” بريف حلب.
واستُكملت المظاهرات صباح اليوم في اعزاز وقطعوا الطرقات بالسواتر الترابية، للتعبير عن غضبهم، ومنع أي أرتال عسكرية من دخول المدينة.
وأطلق ناشطون دعوات للأهالي للإضراب العام، والخروج بمظاهرات حاشدة بعد ظهر اليوم، في عموم مناطق ريف حلب، ضد “هيئة تحرير الشام”.
وفي الغضون، استنفر “الفيلق الثالث” في “الجيش الوطني السوري” قواته في مدينة اعزاز، تزامناً من حشد “هيئة تحرير الشام” قوات عسكرية في مدينة عفرين التي سيطرت عليها مؤخراً.
وأكد عضو المكتب الإعلامي بـ”الفيلق الثالث” لراديو وتلفزيون الكل استمرار الاتفاق مع “هيئة تحرير الشام”، الأمر الذي أكده أيضاً مصدر عسكري من “الهيئة”.
وقبل يومين، أعلنت الفصائل بدء تطبيق اتفاق لإنهاء التوتر العسكري في ريف حلب، بعد أيام من الاشتباكات العنيفة بين “الفيلق الثالث” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” من جهة، و”هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها من جهة أُخرى.
واندلعت شرارة الاشتباكات قبل نحو أسبوع في مدينة الباب بريف حلب، بين “الفيلق الثالث” و”فرقة الحمزة”، بعد اعتراف الأخيرة بضلوع عدد من عناصرها في جريمة اغتيال الناشط الإعلامي محمد أبو غنوم، حيث سيطر الفيلق على عدد من نقاط ومقرات الفرقة، ما أدى إلى اشتباكات مسلحة بين الجانبين.
عقب ذلك، دخلت “هيئة التحرير الشام” على خط المواجهات، وانضمت إليها “فرقة الحمزة” إضافة إلى فرقة “سليمان شاه” التي يقودها محمد الجاسم (أبو عمشة)، لتتسع المعارك وتمتد إلى مدينة عفرين والمناطق المحيطة بها، لتسيطر “الهيئة” بعد ذلك على عفرين ومواقع أُخرى في ريف حلب.
وتسببت الاشتباكات المسلحة بين الفصائل في شمال غربي سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، بمقتل وإصابة العشرات من المدنيين، فضلاً عن حركة نزوح لعدد كبير من العائلات من المخيمات والبلدات والقرى.
ووثق “منسقو استجابة سوريا” مقتل 5 مدنيين وإصابة 38 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، بسبب الاشتباكات العنيفة بين الفصائل في ريف حلب، كما أحصى نزوح 1600 عائلة من المخيمات وأكثر من 1200 عائلة أُخرى داخل المدن والبلدات، نتيجة الاشتباكات.