اطّلع على آخر تطورات تفشّي “الكوليرا” في سوريا
أعلنت وزارة الصحة بحكومة نظام الأسد أمس السبت، ازدياد عدد الإصابات المثبتة بمرض الكوليرا، في مناطق سيطرة النظام، في حين انخفض عدد الإصابات الجديدة في مناطق الشمال السوري.
ووفق ما نقلت وكالة “سانا”، أعلنت وزارة الصحة بحكومة النظام أمس، أن العدد الإجمالي لإصابات الكوليرا المثبتة بالاختبار السريع ارتفع إلى 825 إصابة، معظمها في حلب.
وتوزعت الإصابات في حلب بـ 519 إصابة، و145 في دير الزور، و63 في الحسكة، و29 في الرقة، و23 في اللاذقية، و17 في السويداء، و10 في دمشق، و8 في حماة، و7 في حمص، و3 في درعا، وإصابة واحدة في القنيطرة.
وذكرت الوزارة أن العدد الإجمالي للوفيات بمرض الكوليرا بلغ حتى الآن 43 وفاة، توزعت في حلب 36 حالة وفاة، و4 في الحسكة و2 بدير الزور، وحالة وفاة واحدة بدمشق.
وأضافت أن معظم الوفيات ناتجة عن التأخر في طلب المشورة الطبية المبكرة أو لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة، داعية الناس إلى غسل اليدين باستمرار وغسل الخضار والفواكه وطهي الطعام بشكل جيد، والتأكد من نظافة المياه.
من جهة أُخرى، سجلت شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة أمس، إصابتين جديدتين بالكوليرا في مناطق شمال غربي سوريا، ليصبح عدد الإصابات الإجمالي 121 إصابة، مع بقاء عدد الوفيات مستقراً عند حالة واحدة.
ولم تسجل الشبكة إصابات أو وفيات جديدة في مناطق شمال شرقي سوريا، ليبقى عدد الإصابات والوفيات المسجلة مستقراً عند 146 إصابة، و24 حالة وفاة.
وفي وقت سابق، حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة الوضع الصحي في سوريا، وقال فيليب باربوسا رئيس فريق المنظمة المعني بالكوليرا وأمراض الإسهال الوبائي، في بيان، إن “تفشي الكوليرا في سوريا منتشر في 10 محافظات وينتشر في جميع أنحاء البلاد، والوضع ينذر بالخطر”.
وأكدت هيئة الصحة في ما تسمى بـ”الإدارة الذاتية”، تلوث نهر الفرات بجرثومة الكوليرا، بسبب كثرة المستنقعات الناتجة عن انحسار منسوب المياه، في حين عبر فريق “منسقو استجابة سوريا” عن مخاوفه من تحول مخيمات النازحين إلى بؤرة لانتشار مرض الكوليرا، مطالباً الوكالات الصحية بتقديم الدعم الصحي اللازم للقطاع الطبي في المنطقة.
من جانبها، قالت منظمة “أطباء بلا حدود” في تقرير صادر عنها قبل أيام، إن المياه الملوثة والنقص الحاد بالاستجابة الإنسانية وأسباب أخرى تهدد بانتشار المرض في جميع أنحاء سوريا، موضحة أن وصول الأهالي إلى المياه الكافية والنظيفة لا يزال يمثل مشكلة مقلقة.
وذكرت أنه في عام 2021 مثلت عمليات المياه والصرف الصحي والنظافة 4 بالمائة فقط من ميزانية الاستجابة الإنسانية لسوريا بأكملها، وهو أقل من ثلث ما تم إنفاقه في عام 2020 على نفس الأنشطة.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن تخصيص 700 ألف يورو إضافية كمساعدات إنسانية للاستجابة في احتواء وباء الكوليرا في سوريا، وذلك بعد تخصيص سابق لأربعة ملايين يورو لمواجهة انتشار الوباء في سوريا، وتحسين الرعاية الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي.
وقال المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، جانيز لينارتشيتش، إن “نصف السوريين يعتمدون على مصادر غير آمنة لتلبية احتياجاتهم من المياه”، مضيفاً أن ذلك “هو نتيجة لنحو 12 عاماً من الصراع، الذي تفاقم بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة والجفاف الذي طال أمده”.
في حين قال بيان نشرته بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا عبر “تويتر”، إن التمويل الجديد “سيسمح للشركاء في المجال الإنساني بالاستجابة لتفشي الكوليرا من خلال الاكتشاف المبكر والعلاج، وتوفير المياه الصالحة للشرب والوقاية من الكوليرا”، مؤكداً على التزام الاتحاد الأوروبي بمساعدة السوريين في التغلب على تفشي الوباء.
ووفق البيان، سيسمح التمويل المخصص للاتحاد الدولي للصليب الأحمر ومنظمة “اليونيسف” بدعم توزيع المواد الكيميائية والأقراص الخاصة بتنقية المياه، ومستلزمات النظافة، وأملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم، كما سيساعد في زيادة الوعي بالكوليرا والوقاية منها، وكذلك نقل المياه بالشاحنات إلى المناطق المتضررة.