“منسقو الاستجابة” يحذر من تحول مخيمات النازحين إلى بؤرة لمرض لـ”الكوليرا”
عبر فريق “منسقو استجابة سوريا” عن مخاوفه من تحول مخيمات النازحين إلى بؤرة لانتشار مرض الكوليرا، داعياً السلطات الصحية في شمال غربي سوريا، مطالباً الوكالات الصحية بتقديم الدعم الصحي اللازم للقطاع الطبي في المنطقة.
وقال الفريق في بيان نشره اليوم الأحد، إن السلطات الصحية في شمال غرب سوريا سجلت حتى يوم السبت عدداً من الإصابات بمرض الكوليرا ليصل عددها إلى 24 حالة مثبتة من أصل 274 حالة مشتبه بها، بينها أكثر من 8 حالات مثبتة ضمن مخيمات النازحين.
وأشار إلى توقعات بزيادة الإصابات خلال الفترة القادمة في حال عدم اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لمنع الانتشار بين السكان المدنيين، وفقدان السيطرة على الانتشار في المنطقة.
وقال الفريق في بيانه: “نحث السلطات الصحية الموجودة في مناطق شمال غرب سوريا على الاستمرار في الشفافية في إخبار الناس بالمعلومات المتعلقة بانتشار المرض، لأنها ستزيد من فرص الاحتواء في المنطقة، ويؤثر على سرعة استجابة المجتمع الدولي، واستشعار الدول المانحة للأزمة وضرورة تقديمها المساعدات اللازمة لمساعدة المنطقة في مواجهة الكوليرا”.
وأضاف: “نجدد رفضنا للقيود المفروضة على العمل الإنساني في شمال غرب سوريا من خلال حصر دخول المساعدات الإنسانية ضمن معبر واحد وإغلاق معبر باب السلامة شمالي حلب ، الأمر الذي سينعكس سلباً على الواقع الطبي في المنطقة”.
وحذّر “منسقو استجابة سوريا” من “تدهور القطاع الطبي في المنطقة بشكل أكبر تحت الضغط الإضافي الذي سببه تسجيل الإصابات بالكوليرا في شمال غرب سوريا، مع مخاوف كبيرة من تزايد انتشار الحالات المثبتة”.
وأكد مخاوفه من “تسجيل حالات إضافية ضمن المخيمات المنتشرة في المنطقة وتحولها إلى بؤرة كبيرة للوباء يصعب السيطرة عليها، وخاصةً أن أغلب المخيمات تعاني من شح كبير في المستلزمات الأساسية أبرزها المياه والتي سجلت زيادة في أعداد تلك المخيمات التي تعاني من انعدام المياه النظيفة لتصل إلى 624 مخيماً، إضافة إلى انتشار الصرف الصحي المكشوف في 63% من إجمالي المخيمات”.
وطالب الفريق في بيانه “الوكالات الدولية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم الصحي اللازم للقطاع الطبي في المنطقة”.
ودعا “جميع المنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى توفير الحماية والدعم الذي يعطي الأولوية لأكثر الفئات ضعفاً وهذا يشمل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والأطفال”.
وسجّل برنامج الإنذار المبكر أمس، 4 إصابات جديدة بمرض الكوليرا في شمال غربي سوريا، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات المثبتة في المنطقة 24 إصابة.
وسجل البرنامج حالتي وفاة في شمال شرقي سوريا دون تسجيل إصابات، لكنه سجل إصابتين جديدتين وحالة وفاة واحدة في منطقة عمليات “نبع السلام”.
وقالت وزارة الصحة بحكومة نظام الأسد أمس السبت، إن عدد الوفيات الناتجة عن انتشار مرض “الكوليرا” بلغ حتى الآن 36، مضيفة أن العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة بالكوليرا وصل إلى 524 إصابة، معظمها في حلب.
والجمعة، حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة الوضع الصحي في سوريا، وقال فيليب باربوسا رئيس فريق المنظمة المعني بالكوليرا وأمراض الإسهال الوبائي، في بيان، إن “تفشي الكوليرا في سوريا منتشر في 10 محافظات وينتشر في جميع أنحاء البلاد، والوضع ينذر بالخطر”.
وأضاف باربوسا أن “الوضع في المحافظات المتضررة يتطور بوتيرة مقلقة وينتشر إلى مناطق أخرى جديدة”.
وكان قد أكدت هيئة الصحة في ما تسمى بـ”الإدارة الذاتية”، تلوث نهر الفرات بجرثومة الكوليرا، بسبب كثرة المستنقعات الناتجة عن انحسار منسوب المياه.
وأعلنت “منظمة الصحة العالمية” الشهر الفائت، إرسال طائرتين محملتين بالإمدادات الطبية إلى دمشق، بهدف مجابهة تفشي وباء الكوليرا في سوريا، على توزع المساعدات في جميع المناطق السورية.