انتشار سريع لـ”الكوليرا” بريف دير الزور ومناشدات أهلية للتدخل العاجل
عشرات المشتبه بإصابتهم بالكوليرا يراجعون مستشفى الكسرة بدير الزور كل يوم.
صرح مدير مستشفى بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي، ورود مئات الحالات المشتبه بإصابتها بمرض “الكوليرا” خلال الأسابيع القليلة الماضية، في حين أطلق أهالِ في الريف ذاته مناشدات للتدخل العاجل لوقف انتشار المرض.
وأكد مدير مستشفى الكسرة طارق علاء الدين لوكالة “فرانس برس” استقبال عشرات الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا يومياً، مشيراً إلى مئات الحالات التي وردت إلى المستشفى خلال الأسابيع الثلاث الأخيرة.
وبحسب ما نقل موقع قناة “الحرة” اليوم، قال علاء الدين إنّ القاسم المشترك بين الحالات كافة هو “شرب المياه من الصهاريج المعبأة بشكل مباشر من نهر الفرات وغير الخاضعة للفلترة والتعقيم”.
وناشد مدير المستشفى جميع المنظمات الدولية العاملة في مجالي الصحة والبيئة التدخل “للعمل بشكل سريع وعاجل”، من أجل تقديم الدعم اللازم للمنشآت الصحية وإصلاح محطات المياه المتضررة وتعقيمها.
وأعلنت “الإدارة الذاتية” مؤخراً، استئناف توزيع الكلور لمحطات المياه، وتقديمها الدعم للمنشآت الطبية بما فيها مستشفى الكسرة، بعد انقطاع دام أسابيع عدة.
في سياق متصل، قالت شبكة “نهر ميديا” الإخبارية المحلية اليوم، إن مجموعة من أهالي بلدة الزغير في ريف دير الزور الغربي، بالإضافة لمجموعة من صيادلة البلدة، أطلقوا مناشدة لهيئة الصحة في “الإدارة الذاتية” والمنظمات الطبية، للتدخل السريع في البلدة بسبب تفشي مرض الكوليرا.
وطالب الأهالي وأصحاب الصيدليات الجهات والمنظمات المعنية، بتأمين الأدوية المطلوبة لعلاج المصابين، في ظل عدم توفرها في المراكز الطبية والمشافي وإجبار أهالي المصابين على شرائها من الصيدليات بأسعار كبيرة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.
وذكرت الشبكة أن 200 إصابة سُجلت في بلدة الزغير خلال أسبوعين فقط، وفق ما أحصت الصيدليات المتواجدة في المنطقة، مشيرة إلى أن أغلب الإصابات كانت بين الأطفال.
والأربعاء، أكدت هيئة الصحة في ما تسمى بـ”الإدارة الذاتية”، تلوث نهر الفرات بجرثومة الكوليرا، بسبب كثرة المستنقعات الناتجة عن انحسار منسوب المياه، مشيرة إلى أن حالات الاشتباه بالكوليرا عددها 2.867، والحالات المُثبتة 78 حالة، أمَّا الوفيات 16 حالة، في مناطق سيطرتها بشمال شرقي سوريا.
كما أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام أول أمس، ارتفاع عدد الوفيات بالكوليرا إلى 23 رُصدت معظمها في محافظة حلب، أما الإصابات فبلغت 253 حالة توزعت على 6 محافظات: حلب، واللاذقية، وحمص، ودير الزور، والحسكة، ودمشق.
وسُجلت الاثنين الفائت أول إصابة بالكوليرا في شمال غربي سوريا، بمدينة جرابلس شمالي حلب، لمريض يبلغ من العمر 40 سنة، كما سجلت حتى الآن نحو 5 إصابات على الأقل بمدينة رأس العين في منطقة “نبع السلام”.
وأعلنت “منظمة الصحة العالمية” هبوط طائرة تحمل 20 طناً من الإمدادات الطبية في دمشق، الاثنين، بهدف مجابهة تفشي وباء الكوليرا القاتل في سوريا، على أن تتبعها طائرة أُخرى محملة بالإمدادات.
وكان قد أكد رئيس البعثة الأوروبية دان ستوينيسكو، في وقت سابق من هذا الشهر، أن “الصراع في سوريا دمر ثلثي محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، مما سبب حاليا نقصاً في شبكات مياه الصرف الصحي الملائمة أو مياه الشرب”.
راديو الكل – دير الزور