الأمم المتحدة تحذر من جمود العملية السياسية ونقص تمويل المساعدات الإنسانية في سوريا
الأمم المتحدة قالت إن العملية السياسية في سوريا لن تتقدم بشكل حقيقي ما لم يتراجع العنف.
حذرت الأمم المتحدة أمس الأربعاء، في جلسة دورية لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، من تداعيات عدم إحراز تقدم في العملية السياسية ونقص التمويل لخطتها الإنسانية في سوريا، وفق ما نقلت وكالة “الأناضول”.
واستمع ممثلو الدول الأعضاء بمجلس الأمن إلى إفادتين من نائبة المبعوث الأممي إلى سوريا نجاة رشدي ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث.
وقالت رشدي إنه “يتعين علينا تقديم حل سياسي مستدام وشامل للحفاظ على الأمل لجميع السوريين، ووضع سوريا على المسار الصحيح”.
وأضافت: “لكن من الواضح أن العملية السياسية لن تتقدم بشكل حقيقي أو مستدام ما لم يتراجع العنف وصولاً إلى إنهائه بشكل كامل”.
وأبلغت أعضاء المجلس (15 دولة) بأن “المبعوث الخاص إلي سوريا غير بيدرسون يجري مشاورات مكثفة مع الأطراف المعنية لدفع العملية السياسية إلى الأمام، ويأمل أن تتمكن اللجنة الدستورية من الاجتماع في أقرب وقت ممكن في جنيف”.
من جانبه، أعرب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية خلال الجلسة، عن “القلق العميق بشأن أنباء تفشي وباء الكوليرا شمالي سوريا”.
وقال مارتن غريفيث في كلمته لأعضاء المجلس إن “تفشي الكوليرا هو مؤشر على النقص الحاد في المياه في جميع أنحاء سوريا ويعكس الظروف الشبيهة بالجفاف وحجم التدمير الذي لحق بالبنى التحتية للمياه”، محذراً من أن “خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بسوريا، والبالغة 4.4 مليار دولار لم يتم تمويلها إلا بنسبة 25% فقط”.
وتابع: “كما أن خطة الأمم المتحدة الإنسانية المتعلقة باللاجئين السوريين، والبالغة 6.1 مليار دولار، لم يتم تغطيتها حتى الآن سوى بحوالي 20 %”.
وأكد غريفيث أن “نقص التمويل يؤدى إلى تعميق محنة السوريين، حيث يحتاج 14.6 مليون شخص داخل البلاد، أكثر من نصفهم من الأطفال، إلى مساعدات إنسانية، وتمثل هذه الأرقام أعلى مستويات الاحتياجات منذ بدء الأزمة عام 2011”.
وطالب المسؤول الأممي الدول والمؤسسات المانحة بزيادة مساهماتها المالية لضمان استدامة الأنشطة الإنسانية في سوريا.
يشار إلى أنه وخلال الجلسة، أعلنت سفيرة الولايات المتحدة ليندا غرينفيلد تقديم 756 مليون دولار مساعدات إنسانية إلى سوريا، متعهدة بأن “تواصل الولايات المتحدة الضغط من أجل قيام نظام الأسد وروسيا بالوفاء بالتزاماتهما تجاه الشعب السوري”.
وتزداد الأوضاع المعيشية صعوبة على السوريين في مختلف مناطق السيطرة بسوريا، في ظل ارتفاع مستمر لأسعار جميع المواد والسلع، وانهيار قيمة الليرة السورية، وانتشار البطالة.
وأكد تقرير للأمم المتحدة بداية العام الحالي أن 90% من الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر، و60% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
ويبلغ عدد السوريين المحتاجين للمساعدات الإنسانية قرابة 15 مليون شخص، وفق ما ذكرت الأمم المتحدة في وقت سابق.
راديو الكل – الأناضول