الرقة.. مدرب دعم نفسي يدعو لتأهيل ودمج أطفال “داعش” بالمجتمع
قالت أرملة ممن خرجوا العام الماضي من مخيم الهول شرق الحسكة إن لعنة داعش، لاتزال تلاحق أطفالها وتحرمهم من التعليم وممارسة طفولتهم، لعدم قبول أي مدرسة أو روضة تسجيلهم، وفق مراسل راديو الكل.
وأضافت أنه منذ خروجها من مخيم الهول في ربيع العام الماضي وحتى اللحظة، لم يتلق أبناؤها الأربعة أي تعليم بسبب رفض المراكز التعليمية قبولهم بأي شكل، خشية ردة فعل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تعاقب كل من يتعامل مع عوائل داعش، وفق قولها.
وذكرت خديجة النبهان (أم لطفلة 7 سنوات) زوجة عنصر سعودي في تنظيم داعش اعتقل خلال معارك الباغوز وهو معتقل الآن في سجن غويران: “عشت في مخيم الهول 3 أعوام قبل أن يخرجونا ربيع العام الماضي، ولم تخضع خلال ذلك ابنتي لأي مناهج أو دورات تعليمية بسبب خوفنا من ردة فعل نساء داعش المتشددات، وهنا لم يختلف الوضع فتنمر المجتمع زاد المأساة”.
وأضافت: “ابنتي بحاجة للتعليم بحاجة للاحتكاك مع الأطفال الآخرين كي تنسى ما عشناه، لكن المجتمع و(الحكومة) يرفضون ذلك، فلا مدارس ولا معلمين ولا معلمات ولا أي جهة قبلت بابنتي ضمن صفوف الطلبة “.
وأشارت إلى أنها زارت لجنة التربية ورفض المسؤولون مقابلتها أو تلقي الشكوى الخطية، وقالت: “مصرون على أن يعيش أبناء من تورطوا مع داعش حالات التمييز والتنمر والجهل الذي قد يجعلهم كآبائهم “.
من جهته.. أكد الأستاذ محمود الويس المدرب في مجال الدعم النفسي والدمج المجتمعي أن أطفال داعش يجب إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع والأهم إدخالهم في المدارس ورياض الأطفال دون إشعارهم بأنهم مختلفون أو منبوذون لأن ذلك قد يجعلهم في المستقبل يحذون حذو آبائهم نحو فكر داعش.
وأكد الويس طرح عدة برامج إعادة تأهيل لأطفال ونساء داعش لكن الإدارة الذاتية لا تنفذ منها شيئا دون معرفة السبب رغم طرحها من عشرات المنظمات.
وختم حديثه بالقول: “التعليم لأطفال داعش لاسيما من عاش جحيم مخيم الهول أبرز الخطوات نحو مجتمع خالٍ من الفكر الإرهابي، ولكن تجاهل الإدارة الذاتية يعمق الأزمة ويزيد مهمة إعادة دمجهم مجتمعياً صعوبة”.
يذكر أن محافظة الرقة (ريفاً ومدينة) تعيش فيها أكثر من 350 أسرة من عوائل عناصر داعش ممن تم إخراجهم من مخيم الهول وفق “مبادرة” مجلس سوريا الديمقراطية التي انطلقت منذ عامين وذلك بهدف إفراغ مخيم الهول بريف الحسكة.