أحزاب “الإدارة الذاتية” تطالب الأمم المتحدة بفرض حظر للطيران في شمال شرقي سوريا
دعت أحزاب منضوية تحت جناح ما يسمى بـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا في رسالة أرسلتها إلى الأمم المتحدة، باتخاذ “مواقف رادعة للتهديدات التركية”، وفرض حظر للطيران على أجواء المناطق الخاضعة لسيطرتها، وفق ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الاثنين.
وبحسب الصحيفة، أعرب 32 حزباً وجهة سياسية تابعة لـ”الإدارة الذاتية” و”مجلس سوريا الديمقراطية” عن “القلق العميق بشأن التهديدات التركية بشن هجوم عسكري على مناطق نفوذها، في رسالة خطية موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش”.
وحول ما وصفتها بالتهديدات التركية، قالت الأحزاب في الرسالة إنها تعتبرها “انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية واعتداءً على وحدة وسلامة الأراضي السورية، ونسفاً لكل تفاهمات وقف إطلاق النار التي تمت برعاية دولية نهاية 2019”.
وقالت إن “أي عملية عسكرية تركية جديدة في المنطقة ستزيد من الاستقطاب والتعقيد في المواقف الدولية حيال سوريا، كما سيضعف قدرة المجتمع الدولي القيام بدوره المنشود، بخصوص وضع الأزمة السورية على سكة الحل الشامل”.
كما دعت الأحزاب الأمم المتحدة وأمينها العام، إلى “لعب دور الراعي والضامن للتواصل لحل كافة القضايا الخلافية مع تركيا بما في ذلك الهواجس الأمنية التركية، وذلك عبر الحوار والطرق السليمة، بعيداً عن الحروب والنزاعات التي أنهكت السوريين وفاقمت أزماتهم، ونحن واثقون من رغبتكم في رفع المعاناة عن شعبنا”، وفق ما نقلت الصحيفة.
وصرّح صالح مسلم رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) للصحيفة أن “الحظر الجوي بمفرده غير كافٍ لكن إذا تم سيكون خطوة جيدة على أن تنشر الأمم المتحدة قوات دولية كمراقبين على الحدود مثل تجربة لبنان، وقتها سترى هذه القوى من يقصف من، وترى الحقيقة عن كثب”.
وأشار إلى احتمال قيام تركيا بشن هجوم مباغت في أي لحظة أو دقيقة.
وأردف: “الشيء الذي تريده تركيا هو وقوف الجميع إلى جانبها لمحاربة الكرد وإبادتهم، لن نقوي ظهرنا بأي أحد فالشعب مستعد ليخوض هذا النضال، نحن نتحضر لذلك وبأنفسنا سنقاوم. أرضنا شرفنا وكرامتنا… الذين أسندنا ظهورنا إليهم للأسف قد طعنونا، سواء كان التحالف الدولي أو أميركا وحتى روسيا، ليس هناك من يحمل السلاح بدلاً عنا، سنحارب بأنفسنا”، حسب قوله.
وكانت قد صرّحت أمينة عمر رئيسة “مجلس سوريا الديمقراطية” (قسد) الجناح السياسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (مسد)، أنه ثمة “إجماع” من الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية على رفض أي عملية عسكرية تركية داخل الأراضي السورية، وفق ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” أمس الأحد.
والتقى مسؤولون في ما يسمى بـ”الإدارة الذاتية” -التابعة لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD)- بمسؤولين في نظام الأسد برعاية روسيا، وذلك بهدف بحث “حماية” الحدود السورية – التركية، من العملية العسكرية التركية المرتقبة، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” أول أمس.
وكانت قد دعت عضو هيئة الرئاسة في “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) فوزة يوسف، نظام الأسد إلى وضع خطة مشتركة بين الجانبين للتعامل مع أي هجوم تركي محتمل في شمالي سوريا، وفتح قنوات اتصال لعقد تفاهمات جانبية، وفق ما نقلت صحيفة نفس الصحيفة، قبل نحو 9 أيام.
من جانبه، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده تنفيذ عملية عسكرية، في مناطق شمالي سوريا، مؤكداً أن الجيش التركي قد يبدأها “على حين غرّة، ذات ليلة”، وفق ما نقلت وكالة “الأناضول” يوم الجمعة الماضي.
وتصنف تركيا الوحدات الكردية التابعة لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، على قوائم الإرهاب، على اعتبار أنها امتداد لمنظمة لـ”حزب العمال الكردستاني” (PKK)، كما تتهم أنقرة وفصائل “الجيش الوطني” الوحدات الكردية باستخدام مناطق سيطرتها منطلقاً لتنفيذ هجمات على المناطق الآمنة التي شكلتها تركيا بالعمليات العسكرية التي نفذتها في سوريا.