عائداته من المخدرات بالمليارات والغرب يتحرك إعلاميا.. هل يخسر النظام أهم مصادر اقتصاده؟
يسلط الإعلام الغربي الضوء في هذه المدة بشكل لافت على بعض الجوانب التي أدار فيها النظام اقتصاده خلال السنوات الماضية مركزا على تجارة المخدرات كمورد اعتمد عليه في تمويل حربه واعتبارها أبرز عوامل الإثراء وظهور شريحة أغنياء الحرب.
ملف المخدرات كان أحد الملفات التي لطالما تحدث السوريين بها منظمات حقوقية أو إعلام أو أفراد ولكن وعلى الرغم من ذلك لم تتخذ إجراءات دولية عقابية ذات تأثير على النظام، فهل هناك من جديد دوليا في هذا الإطار بعد تركيز الاعلام الغربي على هذا الملف.
الأدلة على ضلوع النظام بتجارة المخدرات لتمويل اقتصاده يحتاج اثباتها إلى حوامل سياسية، فهل يصب الزخم الذي يعطيه الإعلام الغربي حاليا لهذا الملف في هذا الإطار ؟
المخدرات مورد مالي رئيس
الأستاذ الجامعي الدكتور عمادالدين المصبح رأى أن حجم تجارة المخدرات بالنسبة للنظام يتجاوز موازنة الحكومة السورية، ولذلك فهي تشكل أحد أبرز الحوامل المالية لاقتصاد النظام، ويستخدمها في حربه القذرة ضد الشعب السوري.
وأضاف المصبح أن الدول لا تخفي مصادر تمويلها سواء عن البرلمانات أو الاعلام أو صندوق النقد الدولي، ولكن النظام يتباهى بأن لديه أساليب خفية لمصادر تمويله.
وقال المصبح إن الهدف الاقتصادي من تهريب المخدرات إلى الخليج يأتي في المرتبة الثانية بعد هدف إيران الرئيس وهو زعزعة أمن هذه الدول خدمة لمشروعها في استهداف الخليج والذي تستخدم ميليشياتها والفرقة الرابعة رأس حربة في هذا المشروع.
النظام خطر على دول الجوار
ورأى ياسر نجار أكاديمي وباحث سياسي أن ما يشكفه الإعلام بأن نظام الأسد ضالع بتجارة المخدرات يؤكد الضرر الذي يلحقه بأمن وسلامة المجتمعات المستهدفة بالمخدرات، وقال إن على هذه الدول أن تتخذ إجراءات حاسمة ضده.
وأضاف أن الاجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة والدول الأوروبية من عقوبات لا تكفي لردع النظام ولا بد أن يقدم للمحاكمة الدولية، مشيرا إلى أن أمن المنطقة هو مسؤولية حكوماتها بشكل رئيس.
وقال إن ما يحصل على الحدود الجنوبية يؤكد أن النظام يشكل خطرا على دول الجوار، والاجراءات الرادعة لمنع النظام لا تكون إلا بتقديمه للعدالة الدولية، ولكن حتى الآن لا يوجد شيئ من هذا القبيل.
وأضاف أن الميليشيات الإيرانية تعمل بتغطية من قوات النظام والفرقة الرابعة خصوصا، مشيرا إلى أن الشعب السوري هو أيضا مستهدف من تجارة المخدرات وباتت سوريا سوقا دولية لترويج المخدرات.
وقال إن بعض الدول الخليجية تراهن على سحب النظام من حضن الولي الفقيه ولذلك تسعى لإقامة علاقات معه ولكن النظام يكشر عن أنيابه ليؤكد من خلال استهدافه دول الخليج أنه جزء من منظومة إيران في المنطقة.
تحقيق دير شبيغل
ونشرت مجلة دير شبيغل الألمانية تحقيقا حول تورط النظام عبر وحدات عسكرية وعصابات مسلحة ومقربين من بشار الأسد في تجارة مخدرات تجاوزت قيمتها في عام واحد 5.7 مليار دولار.
ويبدأ التحقيق بالحديث عن شحنة المخدرات التي ضبطت في رومانيا في العام 2020، والتي تقدر قيمتها بـ 43.5 مليون يورو، وعن ضبط 84 مليون حبة كبتاغون في ميناء ساليرنو الإيطالي بقيمة تتجاوز مليار يورو، إضافة إلى دول أخرى.
طرق خفية للتمويل
ويشير تحقيق المجلة خصوصا إلى ماهر الأسد الذي يتخذ من ميناء اللاذقية المخدرات مركزا لتصدير المخدرات إلى دول العالم بحيث وصلت قيمة شحنات المخدرات إلى 5.7 مليار دولار عام 2021.
ولم توجه تلك الدول اتهامات مباشرة للنظام في حين يعمل على تمويل اقتصاده من المخدرات وهو ما يسميه طرق خفية باعتراف رئيسه في حديثه لصحيفة باري ماتش الفرنسية في العام 2019 وعاد وكرر بشار الأسد الحديث عن أساليب خفية في خطاب القسم العام الماضي.