رئيس “الائتلاف” يؤكد أهمية شهادة “حفار القبور” ويجدد الدعوة لمحاسبة نظام الأسد
"حفار القبور" هو اسم مستعار لموظف سابق ببلدية دمشق، كان مكلفاً بعمليات دفن المدنيين والتخلص من الجثث.
أكد رئيس “الائتلاف الوطني السوري” سالم المسلط أمس الخميس، أهمية الشهادة التي أدلى بها “حفار القبور” في الكونغرس الأمريكي، مجدداً الدعوة إلى التحرك السريع والجاد لإسقاط نظام الأسد ومحاكمته.
ووفق ما أورد الموقع الرسمي لـ”الائتلاف”، استنكر رئيس الائتلاف سكوت المجتمع الدولي عن محاسبة نظام الأسد رغم جميع الأدلة الموثقة والحقائق المرعبة التي تدينه بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة غير مسبوقة.
كما صرح المسلط لوكالة “الأناضول” بشأن شهادة “حفار القبور” قائلاً إن “المجازر التي كشف عنها حرِية بأن تجعل رؤوس نظام الأسد في محكمة الجنايات الدولية لنيل الجزاء وتحقيق العدالة”.
وأرجع المسلط ذلك إلى ما حملته الشهادة “من دلائل على تعمد قتل السوريين من قبل نظام الأسد وأجهزته الأمنية بأوامر من رؤوس هذا النظام المجرم”، مضيفاً أن “جرائم نظام الأسد انكشفت لدى العالم أجمع، سواء صور قيصر أو ما شاهدناه في مجزرة التضامن أو ما رواه حفار القبور، إضافة إلى آلاف الجرائم المروعة التي ارتكبتها قوات الأسد دون وجود أي رادع دولي حقيقي ينصف الشعب السوري، ويزيح عنه هذه المعاناة”.
وشدد رئيس الائتلاف على أن “كل يوم تتأخر فيه محاكمة الأسد، يكون فرصة لنظامه لتصفية المزيد من المعتقلين وارتكاب جرائم جديدة.. آن الأوان للمجتمع الدولي أن يدفع باتجاه الحل السياسي بحزم دون الالتفات إلى مراوغات هذا النظام وعنجهيته”.
والأربعاء، أدلى الشاهد المعروف باسم “حفار القبور” بشهادته أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي خلال جلسة استماع بشأن سوريا، حول المجازر التي ارتكبها نظام الأسد بحق المعتقلين في سجونه، وفق شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
و”حفار القبور” هو اسم مستعار لموظف سابق ببلدية دمشق، كان مكلفاً بعمليات دفن المدنيين والتخلص من الجثث.
ونقلت وسائل إعلام دولية أحداث ما جرى خلال جلسة الاستماع حول سورية ليلة أمس، وأكد “حفار القبور” أن المقابر الجماعية لا تزال قيد الحفر، وأنها مليئة بالضحايا التي يرسلها نظام الأسد بشكل مستمر.
وتحدث “حفار القبور” عن الفظائع التي شهدها أثناء عمله كواحد من العمال المدنيين في مقبرة جماعية في سورية من عام 2011 إلى عام 2018.
وقال إنه بينما غادر سورية في 2018، فإنه تحدث مع آخرين فروا منها مؤخراً، وأخبروه بأن المقابر الجماعية لا تزال قيد الحفر.
وأوضح أن ثلاث شاحنات كانت تصل محملة بما يتراوح بين 300 و600 جثة لضحايا التعذيب والقصف والذبح، مرتين في الأسبوع، وكذلك 3 أو 4 شاحنات صغيرة تحمل 30 إلى 40 جثة لمدنيين تم إعدامهم في سجن صيدنايا.
وأضاف: “في بعض الحالات، أعرف بالضبط المكان الذي تم تكديسهم (الضحايا) فيه في مقابر جماعية لا تزال قيد الحفر حتى اليوم، أعرف ذلك لأن آخرين ممن عملوا معي في المقابر الجماعية قد هربوا مؤخراً وأكدوا ما نسمعه”.
وروى “حفار القبور” الفظائع التي عاشها أثناء عمله في مواقع المقابر الجماعية، ففي إحدى الحالات، قام رجل أُلقي من شاحنة مع جثث أخرى بحركة، مشيراً إلى أنه لا يزال على قيد الحياة.
وتابع قائلاً: “قال أحد العمال المدنيين، وبدأ في البكاء، قال إنه يتعين علينا القيام بشيء ما، بينما أمر ضابط الاستخبارات الذي يشرف علينا سائق الجرافة بدهسه، ولم يتردد السائق وإلا لكان التالي، دعس الرجل وقتله، وكذلك الشاب في ورشتنا الذي تجرأ لذرف الدموع على ضحية نظام الأسد، لم نرَه مرة أخرى”.
ودعا “حفار القبور” أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى “اتخاذ إجراء”، وقال: “على الرغم من أن مئات الآلاف قد قتلوا واختفوا بالفعل ونزح الملايين، إلا أن الأسوأ لم يأت بعد، يمكن منعه لكنني أرجو منكم ألا تنتظروا ثانية واحدة، أتوسل إليكم لاتخاذ إجراء”.