“غرينفيلد” تؤكد أهمية تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا في اجتماع “الخوذ البيضاء”
أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، على أهمية تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وذلك خلال اجتماعها أمس الأربعاء، بفريق من منظمة “الدفاع المدني السوري” قرب معبر باب الهوى، وفق ما ذكر “الدفاع المدني” عبر معرّفاته.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة الأوضاع الإنسانية وحماية المدنيين في سوريا وتطبيق القرار 2254، وخطر إغلاق معبر باب الهوى شريان الحياة على أكثر من 4 مليون مدني، بعد نية روسيا استخدام “الفيتو” لمنع تمديد إمدادات الأمم المتحدة المرسلة عبر الحدود.
وأكدت غرينفيلد خلال الاجتماع، موقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم لتمديد تفويض آلية إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح عبر الحدود، ومواصلة الضغط لتمديد التفويض، لما فيه من تجنيب كارثة إنسانية تهدد 4.1 مليون شخص، بما في ذلك من 2 مليون نازح داخلياً، يعتمدون على المساعدات الإنسانية والطبية التي تقدمها الأمم المتحدة.
وأكدت السفيرة الأمريكية أهمية استمرار الدعم المنقذ للحياة، بما فيه الدعم للقطاع الطبي، والحفاظ على سلامة المدنيين وتأمين الرعاية الصحية والعلاج لهم، وحماية مستقبل الأطفال لما فيه من ضمان لمستقبل سوريا، كما جددت موقف بلادها الثابت تجاه القضية السورية والداعم للسوريين في حراكهم المطالب بالتغيير، وأكدت التزام واشنطن بمحاسبة نظام الأسد على جرائمه، والسعي لحل سياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254.
من جانبه، أكد مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح خلال الاجتماع، أن “الاحتياجات الإنسانية في سوريا هي أكبر من أي وقت مضى، ولا توجد خطة بديلة لمساعدة المدنيين، ولا ينبغي أن تكون المساعدات الإنسانية مسألة سياسية، أو تخضع للابتزاز السياسي من قبل روسيا وهي التي كانت شريكة لنظام الأسد في قتل وتهجير السوريين وتدمير مدنهم”.
وأضاف الصالح، أن “نظام الأسد لم يكتفِ بسرقة أموال المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرته والتمييز في توزيعها وفقاً لولاء المجتمعات المحلية، بل يقدم نفسه جهة نزيهة ويسعى إلى توزيع المساعدات عبر الآلية المركزية التي تنهي العمل بالقرار 2165 وما انبثق عنها لإدخال المساعدات عبر الحدود، رغم أنه هو من قتل وهجر السوريين ودمر مدنهم منذ 11 عاماً”.
وأكد أن “السماح بإنهاء العمل بآلية إدخال المساعدات عبر الحدود، لصالح إدخالها عبر خطوط النزاع، هو بمثابة مكافأة لنظام الأسد على فساده واستغلاله للمساعدات الإنسانية، رغم التجارب السابقة في هذا الإطار واستخدامه سلاح التجويع والحصار”.
وتحدث مدير الدفاع المدني خلال الاجتماع عن “أهمية الحل طويل الأمد للأزمة الإنسانية في سوريا عبر الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254، ووقف هجمات النظام السوري وروسيا على المدنيين وعودة المهجرين قسراً إلى منازلهم و محاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”، معتبراً أنها “يجب أن تكون على رأس أولويات المجتمع الدولي المطالَب بالوقوف إلى جانب السوريين”.
وأكد أن “السكوت على الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد وروسيا في سوريا وجرائم الإخفاء القسري والقتل تحت التعذيب والمجازر الجماعية، عار سيلاحق البشرية إلى الأبد، ما لم تتحرك بشكل جدي وعاجل لمحاسبتهم عليها”.
وسلمت خلال الاجتماع متطوعة من الدفاع المدني السوري رسالة للسفيرة الأمريكية باسم جميع المتطوعات، للتعبير عن شكرهنّ لها على الرسالة التي وجهتها لهنَّ في يوم المرأة العالمي، وعلى جهودها في إحلال السلام وتمكين المرأة.
الجدير بالذكر أن تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات عبر الحدود، ينتهي في 10 حزيران، ويقتصر على إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى، بعد إلغاء ثلاثة معابر أخرى من الآلية بضغط من روسيا.
والشهر الماضي، قالت روسيا إنها لا ترى سبباً لتجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا، بدون موافقة نظام الأسد.
راديو الكل – متابعات