المنطقة الآمنة في مرحلة الإستكمال هل تسرّع في إضعاف النظام أكثر؟
محللون: فرض المنطقة الآمنة قد يكون بداية النهاية للنظام
وضعت تركيا استكمال مشروع إقامة المنطقة الآمنة على طول الحدود مع سوريا ضمن أولوياتها خلال الأيام القليلة القادمة، مع إعلان الرئيس أردوغان بدء التحضير لاستكمالها.
ويكتسي إعلان أردوغان أهمية قصوى لملايين السوريين الرافضين التعايش مع النظام كما أن المنطقة الآمنة تعد بالنسبة لتركيا انجازا عملت عليه منذ طرحته على الولايات المتحدة في أيار 2013، وعلى الرغم من مماطلتها ومن بعدها روسيا أنجزت تركيا القسم الأهم منها والآن تحضر لاستكمالها في ظل ظروف صراع القوتين في أوكرانيا.
عملية عسكرية قادمة
ورأى الأكاديمي والباحث السياسي د. مهند حافظ أوغلو أن تصريحات أردوغان تؤكد أن الجيش التركي سيقوم بعملية عسكرية وستكون على طول الحدود وبعمق ثلاثين كيلو مترا.
ورجح حافظ أوغلو وجود قبول غربي بشكل رئيس للعملية العسكرية مشيرا إلى أن الغرب وروسيا هم في أزمة على خلفية الأوضاع في أوكرانيا.
وقال إن روسيا بحاجة ماسة لتركيا وليس من مصلحتها أن تبقى داعمة للانفصاليين الأكراد مشيرا إلى أن أردوغان أعلن أمس أننا مقبلون على مرحلة مهمة، وهذا يعني الكثير على صعيد المنطقة.
بداية نهاية النظام
وأضاف أن تركيا تريد إيصال رسالة مفادها أنه طالما المسار السياسي لم يؤد إلى نتائج فإن المرحلة الآن هي الميدان والهدف فرض انتقال سياسي، وإيجاد حل سياسي حقيقي.
وقال حافظ أوغلو: ربما تكون المرحلة المقبلة بداية نهاية النظام السوري والتحول لانتقال سياسي حقيقي من خلال استخدام القوة التركية ميدانيا لفرض شروط الحل.
وأوضح أنه لا يمكن التعويل على تصريحات فيصل المقداد الذي أبدى فيها استعداد النظام للتطبيع مع تركيا بدون شروط، مشددا على أن النتيجة التي وصلت إليها تركيا دفع ثمنها دما وهي ترفض تماما الحور مع النظام.
لا تواصل مع النظام
وقال إنه لا يوجد تواصل سياسي بين تركيا والنظام، وتصريح الرئيس أردوغان أمس ينسف جميع الأنباء التي تحدثت حول ذلك، مشيرا إلى ان النظام يلعب في الوقت بدل الضائع.
وقال الكاتب السوري المعارض د. زكريا ملاحفجي إن تركيا تريد بشكل رئيس وصل الشريط بين درع الفرات ونبع السلام وهذا هام بالنسبة للسوريين مشيرا إلى أن العملية العسكرية قادمة لامحالة ولكن مدى اتساعها يتعلق بالظروف والتطورات.
وأضاف أن قرار النظام العسكري هو بيد روسيا لكن لديه هامش يتحرك ضمنه ولا تتعلق بالقضايا العسكرية أما بالنسبة لإيران فتواجدها أكثر هو في شرقي سوريا ولكن ليس لديها سلاح جو ما يعني أنها لن تستطيع إعاقة العملية العسكرية التركية مع وجود سلاح طيران قوي لديها.
وقال د. ملاحفجي إن فصائل المعارضة سيكون لها دور مهم في العملية العسكرية مشيرا إلى أن تحرير المناطق مهم ولكن الأهم هو كيفية إدارتها وتحقيق الآمان والبنى التحتية وغيرها.
تركيا ستدير أمورها بيدها
وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أنه سيتم البدء باتخاذ خطوات لاستكمال إنشاء المنطقة الآمنة بعمق 30 كيلومترا على طول الحدود الجنوبية
وقال أردوغان عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة: العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن مشددا على أن تركيا ستدير أمورها من الآن فصاعدا وستقوم بالعمليات العسكرية ضد “التنظيمات الإرهابية”.
والجمعة الماضي أعلن أردوغان أمام كتلة حزبه البرلمانية أن بلاده أكملت الجزء الأهم من المنطقة الآمنة وتعمل على تأمين ما تبقى منها داعيا حلف “الناتو”، إلى دعم إنشائها وحماية حدود بلاده بدلاً من دعم طلب فنلندا والسويد للانضمام إلى الحلف.
تركيا وروسيا
وكشف عضو اللجنة المركزية في حزب العدالة والتنمية شامل طيار أول أمس وجود اتصالات دبلوماسية عسكرية ودبلوماسية مكثفة بين تركيا وروسيا مشيرا إلى أنه بالاتفاق بين الجانبين سيتم القضاء على التنظيمات الإرهابية التي هاجمت النقاط الحدودية من تل رفعت، وتحرير حلب حيث سيجد آلاف السوريين منازلهم”.
الجيش الوطني
ومن جانبها أكدت صحيفة “تركيا” أن روسيا سحبت قواتها من الحسكة وإدلب وحماة واللاذقية وريف حلب
ونقلت عن المتحدث باسم الجيش الوطني يوسف حمود أن الانسحاب يكتسب أهمية خاصة في محور تل رفعت وعين العرب ومنبج مشيرا إلى أنه لم يبق عسكري روسي في خط تل رفعت، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لتركيا.
وقد تكون تركيا حصلت على موافقات من كل من الولايات المتحدة وروسيا لتوسيع المنطقة الآمنة، إلا أن حديث أردوغان بأن بلاده ستتدبر أمرها من الآن فصاعدا قد يفسر بغير ذلك.