أوكرانيا.. معارك محتدمة وحركة نزوح واسعة والرئيس يعلن “التعبئة” لمواجهة روسيا
الرئيس الأمريكي صرّح أن "بوتين اختار الحرب وسيتحمل هو وبلاده العواقب".
دوّت عدة انفجارات، صباح اليوم الجمعة، في مناطق مختلفة من العاصمة الأوكرانية كييف، وفق ما أفادت وكالة الأنباء “أونيان” المحلية، وذلك في اليوم الثاني للغزو الروسي، في حين أفادت الأمم المتحدة، أن نحو مئة ألف شخص نزحوا من منازلهم داخل أوكرانيا، فيما غادرها آلاف آخرون إلى الخارج.
وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية، إن 3 أشخاص أصيبوا إثر اندلاع حريق فى مبنى سكني متعدد الطوابق جنوبي كييف بسبب إصابته بجسم مجهول، مشيرة إلى أن المبنى مهدد بالانهيار.
من جانبها، أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية ببدء عملية دفاعية منظمة بعد منتصف الليل في المناطق الجنوبية وفي منطقة شرق خيرسون، مضيفة أن سلاح الجو الأوكراني نفذ غارات جوية على القوات الروسية في مناطق نوفا زبوريفكا وكوبيانسك ونوفاكاخوفكا.
وأردف أن قوات الجيش استعادت السيطرة على جسر خيرسون واستقرت على الضفة اليسرى من نهر دنيبر، مؤكدة أنها تواصل الدفاع عن قواعد وموانئ أوديسا ويوجني وأوشاكوف والبحر الأسود.
وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني -عبر فيسبوك، فجر الجمعة- إنه طوال هذه الساعات الصعبة لم يتمكن العدو من تحقيق خططه، مضيفاً أن خسائر روسيا في اليوم الأول من التدخل العسكري تقدّر بأكثر من 30 دبابة، ونحو 130 عربة مدرعة، و7 طائرات و6 مروحيات.
وكانت أسرت القوات الأوكرانية، أمس الخميس، جنديين روسيين ونشرت صورهما، بعد تجريدهما من سلاحهما في محيط العاصمة كييف، وفق ما نقلت وكالة “الأناضول”.
بدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب مسجّل اليوم الجمعة، أن 137 أوكرانياً على الأقل قُتِلوا وأُصيب 316 آخرين، في اليوم الأول من الحرب الروسية على بلاده.
وقال زيلينسكي في خطابه الذي نشرته الرئاسة الأوكرانية: “لقد تُركنا وحدنا للدفاع عن بلدنا،.. مَن هو مستعدّ للقتال معنا؟ لا أرى أحدا”.
وأضاف: “سأبقى في العاصمة. عائلتي أيضا في أوكرانيا. وبحسب المعلومات التي بحوزتنا، فقد حددني العدو على أنني الهدف رقم 1. وعائلتي الهدف رقم 2.. يريدون القضاء على أوكرانيا سياسياً عبر القضاء على رئيس الدولة”.
وتابع بالقول: “مَن مستعد لضمان عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي؟ الجميع خائفون”.
وقال: “تلقينا معلومات عن دخول مجموعات تخريبية تابعة للعدو إلى كييف”، داعياً السكان إلى اليقظة والتزام حظر التجول.
وأضاف زيلينسكي أن الجيش الأوكراني نجح في حماية البلاد بأكملها تقريباً، واستعاد مطار هوستوميل (قرب كييف) من القوات الروسية، مؤكداً أن ذلك يمنح الأمان للعاصمة.
كما أعلن الرئيس الأوكراني التعبئة العسكرية العامة لمواجهة الاجتياح الروسي، بحسب مرسوم نُشر على الموقع الإلكتروني للرئاسة الأوكرانية.
وأشار المرسوم إلى أن هذا الإجراء يتعلّق بالخاضعين “للتجنيد العسكري وبجنود الاحتياط” وسيُطبّق في غضون 90 يوماً في كل المناطق الأوكرانية، وفق ما نقلت قناة “الجزيرة”.
وفي سياق متصل، أفادت متحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين في المنظمة الدولية، شابيا مانتو لوكالة “فرانس برس”: “لا نستطيع إلى الآن تأكيد الأرقام الدقيقة، ولكن من الواضح أن عمليات انتقال كبيرة سجلت داخل البلاد مع بعض الحركة عبر الحدود”.
وأضافت: “نعتقد أن نحو مئة ألف شخص اضطروا إلى مغادرة منازلهم والنزوح داخل البلاد، وأن آلافاً عدة عبروا الحدود الدولية”.
من جهته، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، في كلمة له أمس، فرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا “سيكون لها تأثير فوري وقوي على الاقتصاد الروسي”، بحسب ما نقلت قناة “الحرة”.
وأضاف أن “أثر العقوبات الاقتصادية التي نفرضها على روسيا سيستغرق بعض الوقت”، مشيراً إلى أن “أربعة مصارف روسية ستضاف إلى قائمة العقوبات كما سيتم حرمان روسيا من أكثر من نصف وارداتها من المنتجات التكنولوجية المتطورة”.
وذكر أن هذه العقوبات “ستكبد الاقتصاد الروسي تكاليف باهظة، على الفور وعلى المدى البعيد في آن واحد”، مضيفاً أن إخراج روسيا من منظومة سويفت للتعاملات المصرفية، الأداة الأساسية في النظام المالي العالمي، لا يزال “خياراً” للرد على اجتياحها أوكرانيا.
ورأى بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيصبح “منبوذاً على الساحة الدولية” بعد قراره بمهاجمة أوكرانيا، مشدداً أنه لا يعتزم التحدث إليه.
وقال إن “بوتين اختار الحرب وسيتحمل هو وبلاده العواقب”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة ستدافع “عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي”، لكنها لن ترسل قوات إلى أوكرانيا.
وكان قد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فجر الخميس، إطلاق عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، ومع بدء دخول الجيش الروسي إلى الأراضي الأوكرانية، توالت ردود الأفعال الدولية المنددة بهذا الهجوم.