نظام الأسد يحتفي باقتطاع روسيا إقليمين من أوكرانيا.. كيف ينعكس القرار الروسي على مستقبل سوريا؟

محللون: موقف الغرب مما جرى محبط، والنظام رفع معنوياته بأن جيَّر نصر بوتين إليه

احتفى نظام الأسد في وسائل إعلامه باقتطاع روسيا إقليمين من أوكرانيا في ظل تغطية واسعة خلال الأيام القليلة الماضية لتطورات الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا ولا سيما المناورات التي تجريها روسيا انطلاقا من قاعدتي طرطوس وحميميم.

النظام الذي بدا ملحقا بروسيا أو وضع نفسه في هذا المكان، خطا خطوة جديدة ولو إعلاميا باتجاه الضرب بسيف المحتل دوليا وإقليميا، بعد أن ضرب شعبه بهذا السيف، ومع إظهار روسيا أكثر ما لديها من ترسانة عسكرية قد تبدو قليلة حظوظ المراهنات على موقف غربي شديد يواجهها ويضعفها فكيف ينعكس ذلك على القضية السورية؟

معنويات النظام إلى ارتفاع

ورأى د. محمود الحمزة الأكاديمي والباحث سياسي والخبير في الشأن الروسي أن ما جرى في أوكرانيا رفع معنويات النظام بأن حليفه أو داعمه قوي واستطاع مواجهة الولايات المتحدة القوة الأكبر في العالم، واعتبر النظام أن نصر روسيا في أوكرانيا هو نصر له.

وأضاف د. الحمزة أن ضعف الموقف الغربي جعل الروس يسرحون ويمرحون على الرغم من ضعفهم الاقتصادي، مشيرا إلى أن تجربة السوريين مؤلمة بالمراهنة على الغرب، ومواقفهم محبطة، فعلى الرغم من استخدام النظام السلاح الكيميائي وارتكب الجرائم، ولن يفعلوا شيئا، وهم الآن يتحدثون عن تغيير سلوك نظام مجرم.

وقال الحمزة إن موقف الغرب مخزٍ وقد ورطوا الرئيس الأوكراني ولن يقدموا على خطوات أكثر من العقوبات التي لم تؤثر على روسيا التي تعاني بالأساس من العقوبات.

مخاوف في سوريا

ومن جانب عبر عبدالمجيد بركات أمين سر الهيئة السياسية بالائتلاف الوطني السوري ومنسق فريق عمل متابعة قانون قيصر في الائتلاف عن مخاوف من انعكاس ماحدث في أوكرانيا على القضية السورية، بمعنى إطلاق يد روسيا في سوريا أكثر.

وقال إن الغرب اعتمد العقوبات التي لا تنفع مع روسيا، في حين أن بوتين يحاول الاستفادة من ملفات أخرى مثل سوريا، ويحصل على مكاسب، إذ وصل إلى البحر المتوسط وهو الحلم الروسي القديم.

وأضاف أن تراجع الملف السوري في الساحة الدولية، جعل بوتين يتحرر من كثير من القيود والتفكير بملفات أكثر أهمية بالنسبة للأمن القومي ومن هنا كان تحركه سريعا بالنسبة للملف الأوكراني.

وقال إن الروس جربوا الولايات المتحدة في ملفات متعددة وتوقعوا أن يكون هناك تحرك عسكري ولم يحدث ذلك إلا في ليبيا، وأدركوا أن الغرب لا يميل إلى الحرب، وهو ما يلعبون عليه بالنسبة لسوريا.

بشار وقديروف

ليس من باب الصدفة أن تذكر وكالة سبوتنيك بشار الأسد إلى جانب رمضان قديروف رئيس الشيشان العميل لروسيا، في خبر مستقل يشيد بقرار بوتين اقتطاع إقليمين أوكرانيين، فربما أرادت الوكالة الإيحاء إلى أن النظام بات غارقا في روسيته كما الشيشاني قديروف.

لا يمانع النظام في ذلك لا بل هو من وضع نفسه ليس مدافعا عن روسيا فحسب بل ملحقا فيها، فإعلامه ما انفك طيلة الأيام الماضية يضخ أخبار المناورات الروسية ويفرد تقارير مصورة عن أساطيلها التي تجوب المتوسط انطلاقا من طرطوس كما طائراتها تناور انطلاقا من حميميم على مقربة من حقل العمر النفطي شرق الفرات الذي يضم أكبر القواعد الأمريكية كما تقول صحيفة الوطن.

مفهوم القوة

القوة التي استند إليها بوتين في ضم الإقليمين هي ذات القوة بنظر النظام التي تخفف من حدة الموقف الغربي إزاءه وقد ضمن نفسه غير آيل للسقوط، بعد أن حمته روسيا فالنظامان متشابهان من حيث التركيبة.

وكما استخدم بشار الأسد كلمات نابية غير مرة ضد المعارضة والدول الداعمة استخدمها بوتين أيضا أمس وقال: ” الغرب بصق علينا ولكن القافلة تسير والكلاب تنبح .. ” !

مفهوم القوة بات كما يبدو أساسا في العلاقات الدولية ولا سيما مع اكتفاء الغرب بالتلويح بالعقوبات والإعراب عن القلق، ما قد يؤدي إلى إبعاد الشعوب عن مراهناتها على قوى غير ذاتية، أو على قرارات الشرعية الدولية والحلول السياسية.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى