نازحون في إدلب يحيون أسماء مدنهم بلافتات محلاتهم
"بائع في سرمدا "يؤكد أن سكان منطقته يستدلون عليه من لافتة محله
بمجرد أن يرى لافتة محل تحملُ اسم منطقته التي هُجر منها قسراً يشعر وكأن روحه ردت له من جديد، هكذا عبر بيان المحمد نازح من بلدة التح بريف إدلب الجنوبي، عن رأيه بانتشار لافتات المحال التجارية التي تحمل أسماء مدن سورية مختلفة في محافظة إدلب.
وتزداد رغبة بيان في شراء مستلزماته من محلٍ تعود ملكيته لابن منطقته، ليس بسبب الانتماء فحسب، فكل سكان مدينة معتادون على نوع معين من الأطعمة وجودتها ومقاديرها ولذلك يفضل التعامل مع شخص يلبي طلبه وفقاً لما قاله لراديو الكل.
ويضيف أن مطلبه الوحيد هو أن تتكاتف جميع الجهات والجهود لإعادة النازحين إلى بلداتهم وقراهم وأراضيهم.
محمد وهبة نازح من ريف حلب ومقيم في إدلب المدينة يبين في حديثه لراديو الكل، أن أسواق محافظة إدلب بلافتات محلاتها المتنوعة باتت تأخذنا لجميع المدن السورية، كالحموي والشامي والحلبي وغيرها.
وهذا من شأنه برأي محمد أن يعزز الانتماء والروابط الاجتماعية بين سكان المنطقة، كما يساعد الزبائن لاختيار أفضل كون كل منطقة مشهورة بصناعة معينة.
حسن قاسم نازح من سراقب يؤكد لراديو الكل، أنه تلقائياً يتوجه إلى المحل الذي يحمل لافتة اسم مدينته لأن ذلك يحمل له الكثير من الذكريات، ويرى أن هذه الخطوة جيدة لأنها تذكر الأهالي ببلدهم وتلم شملهم، فضلاً عن الفائدة التي تعود للبائع.
ونزح رائد كفرطوني بائع معجنات من سراقب منذ 3 سنوات تقريباً وترك كل ما يملك فيها، وبعد استقراره في مدينة إدلب قرر فتح محله بأقل التكاليف والمعدات وأطلق عليه اسم “السراقبي للمعجنات” وذلك بهدف إحياء ذكرى مدينته وتعزيز انتمائه لها.
ولا يختلف حال فؤاد رافع بائع مفروشات ونازح من معرة النعمان إلى سرمدا عن سابقه، حيث أعاد افتتاح محله في منطقة نزوحه وحافظ زبائنه على الشراء من عنده، حتى أن هناك أشخاصاً من المعرة يستدلون عليه من لافتة محله “المعراوي”، مؤكداً لراديو الكل، أن هذه الخطوة تساعد على جذب الزبائن وإحياء اسم المنطقة.
وباتت محافظة إدلب بعد حملات التهجير الممنهجة تضم عدداً كبيراً من سكان المناطق المحيطة بها ومن مختلف المحافظات السورية، ما أدى لتنوع الثقافات فشهد المجتمع انفتاحاً على شتى المستويات، في ظل الجهود المبذولة من قبل بعض المنظمات لتعزيز الاندماج بين المجتمع المضيف والنازحين.
ويدخل بيان المحل التجاري الذي يحمل اسم مدينته باحثاً في وجوه الزبائن وبضائع المحل عن ذكريات البلد الذي عاش فيه، ويلتقي في كل مرة قريب أو صديق أبعدتهم دروب النزوح عن بعضهم ليقصوا الأحاديث التي تبدأ وتنتهي بحلم العودة.