الأمم المتحدة تحذر: داعش لايزال يشكل تهديداً على السلم والأمن الدوليين
الأمم المتحدة: ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل لتنظيم "داعش" لا يزالون في سوريا والعراق
حذرت منظمة الأمم المتحدة أمس الأربعاء، من عودة تنظيم “داعش” إلى الواجهة في كل من سوريا والعراق وأفغانستان، وتهديداته على السلم والأمن الدوليين.
جاء ذلك خلال إحاطة لوكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب “فلاديمير فورونكوف” في جلسة لمجلس الأمن، حول تقرير الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” بشأن التهديد الذي يشكله التنظيم والجماعات التابعة له، والذي “استمر في الازدياد خلال النصف الثاني من عام 2021″، وفقاً لما ذكره بيان للمنظمة.
وقال فورونكوف في كلمته إن “تهديد داعش لا يزال حقيقياً في كل من سوريا والعراق، حيث تحتفظ الجماعة بما يقدر بين 6 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل في البلدين، ولا يزالون ينفذون عمليات كر وفر وكمائن وتفجيرات على جانب الطرق”.
وأشار إلى أن هجوم تنظيم “داعش” الأخير في مدينة الحسكة السورية، والذي “أسفر عن اشتباكات واسعة النطاق وأزمة إنسانية للسكان المحليين، بما في ذلك الأطفال”، يعد مؤشراً خطيراً على عودة التنظيم.
كما نوه فورونكوف إلى الهجوم الذي نفذته القوات الخاصة الأمريكية في شمال غربي سوريا، والذي أدى إلى مقتل زعيم تنظيم “داعش” “أبو ابراهيم الهاشمي القرشي”، والذي يعد بمثابة ضربة مهمة لقيادة التنظيم في الآونة الأخيرة.
وحذر فورونكوف من أن “داعش معروفة بقدرتها على إعادة تجميع صفوفها بل وتكثيف أنشطتها بعد هزائم كبيرة”، مضيفاً “لقد تعلمنا خلال العقدين الماضيين أن مكافحة الإرهاب هي لعبة طويلة الأمد وأنه لا توجد حلول سريعة”، مشدداً على الحاجة إلى “عمليات عسكرية لمكافحة الإرهاب وإجراءات أكثر شمولاً مع التركيز على الوقاية”.
ودعا إلى تجديد الجهود لإعادة “بناء الثقة الاجتماعية واستعادة الكرامة الإنسانية”، والبدء بالعمل لمعالجة “الوضع اليائس في مخيمات النزوح ومرافق الاحتجاز في جميع أنحاء سوريا والعراق”، مشيراً إلى وجود الآلاف بينهم أطفال لهم صلات عائلية بالتنظيم عالقين فيها دون ذنب، حيث يزداد خطر التطرف والتجنيد، مشيداً بالجهود الدول التي أعادت المقاتلين الأجانب وأفراد عائلاتهم إلى بلدانهم.
ورغم ذلك يجد فورونكوف أن الوتيرة الحالية لعودة هؤلاء إلى وطنهم “تفتقر إلى الإلحاح الكافي، وهناك حاجة إلى مزيد من الجهود لضمان حماية الأفراد العائدين وإعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم”.
وأوضح أن مخيم الهول الذي يقطنه 56 ألف نسمة، ويضم قسماً للأجانب والذي يقطنه نحو 2000 امرأة و7000 طفل، مع استمرار التدهور الأمني داخل المخيم حيث تم الإبلاغ عن 91 جريمة منذ كانون الثاني 2021 وحتى الآن، ما يشير إلى أن تنظيم “داعش” يمارس السيطرة الاجتماعية على المخيم.
تمويل تنظيم “داعش” ونشاطه في سوريا والعراق
وحول تمويل التنظيم أشار تقرير الأمين العام إلى أن قيادة التنظيم الموجودة داخل وحول منطقة الصراع الأساسية تستطيع إيصال الموارد المالية، عبر نظام “الحوالات” في سوريا، وذلك بشكل شهري، حيث يقدر احتياطي التنظيم ما بين 25 مليون دولار إلى 50 مليون دولار.
ووفقاً للتقرير فإن تنظيم “داعش” لايزال نشطاً في سوريا من خلال استمراره بالهجمات والعمليات رغم محدوديتها، حيث يستخدم التنظيم مخابئاً في المناطق الصحراوية، وبشكل رئيسي في البادية الوسطى في حمص، فيما تعمل خلايا أصغر في الشمال الشرقي، وبدرجة أقل في إدلب، وذلك للتدريب على العمليات الإقليمية وإحياء العمليات الخارجية.
أما في العراق فقد نجحت الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب من تقليص أنشطة التنظيم، فيما لاتزال خلايا التنظيم تستخدم المناطق الحضرية والصحراوية لتوسيع أنشطتها وشبكاتها السرية.
بينما يتمتع التنظيم بحرية أكثر في أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان، والتي لم تتخذ إجراءات للحد من أنشطة الإرهابيين الأجانب في البلاد، حيث تشير التقديرات إلى ارتفاع عدد مقاتلي داعش إلى نحو 4 آلاف مقاتل، عقب إطلاق طالبان سراح الآلاف من السجون.
وقد أعربت الدول الأعضاء عن قلقها من احتمالية أن تكون أفغانستان الملاذ الآمن لنشاط الإرهاب الدولي، فضلاً عن الأنشطة الاجتماعية والرسائل الإعلامية التي “تحتفل بانتصار طالبان”، والتي يمكن استخدامها كأداة تجنيد، إضافة إلى أن التنظيم توسع شبكات تنظيم “داعش” في القارة الأفريقية.
ودعت منظمة الأمم المتحدة إلى تضافر جهود دول الأعضاء لمكافحة الإرهاب بما في ذلك تنظيم “داعش”، مشيرةً إلى أنه رغم الجهود التي بذلتها الدول في إضعاف قيادات التنظيم وقطع موارده المالية، إلا أنه لا يزال قوياً ويشكل تهديداً على “الأمن والسلم الدوليين”، ما يعني أن الاستجابات الأمنية ليست كافية للنجاح في القضاء على التنظيم.
راديو الكل