غلاء الأعلاف وضيق المساحات الرعوية يهددان الثروة الحيوانية بإدلب
مربون في إدلب يلجؤون إلى بيع مواشيهم بسعر زهيد بسبب عدم قدرتهم على رعايتها وإطعامها
يواجه مربو المواشي في محافظة إدلب صعوبات كثيرة، أبرزها ارتفاع أسعار الأعلاف، وضيق المساحات الرعوية، فضلًا عن جمود الأسواق في حركة البيع، وسط غياب دعم المنظمات في تقديم مادة الأعلاف والخدمات الطبية التي تحتاجها المواشي.
عبد المجيد الحسين نازح من ريف حماة الشرقي يقول لراديو الكل، إنه لم يعد يتحمل أعباء تربية المواشي نتيجة ضيق المساحات الرعوية في إدلب كونها منطقة جبلية، وعدم قدرته على شراء الأعلاف التي تعتبر المادة الغذائية الرئيسية للمواشي كونها باهظة الثمن.
ويضيف الحسين أن الكثير من تجار المواشي في إدلب، يتراكضون لبيعها في الأسواق لأصحاب المسالخ بخسارة ليعدوها للذبح وذلك بسبب عدم قدرتهم على رعايتها وإطعامها.
أما وجيه عطا الله من ريف مدينة سلقين يبين لراديو الكل، أنه اضطر الى استئجار أراض بمساحة 5 دونمات ليزرعها بمادة الشعير حتى يرعى مواشيه فيها، مؤكداً أن سعر الطن من مادة الشعير وصل إلى 350 دولاراً أمريكياً وطن الفول إلى 450 دولاراً، مناشدًا المنظمات الإنسانية لتقديم دعمها لمربي المواشي من أجل الحفاظ على الثروة الحيوانية.
ويؤكد مصطفى الهوّاس تاجر مواشي من ريف إدلب لراديو الكل، أن حركة بيع المواشي في الأسواق ضعيفة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف ثلاثة أضعاف عما كان عليه في السابق، إذ وصل سعر الطن الواحد منه إلى 400 دولار أمريكي، بينما التبن وصل سعره إلى 350 دولاراً، منوهًا بأن التبن يعتبر مادة ثانوية للماشية لا يزيد ولا ينقص من وزنها كما أنه لا يمكن الاستغناء عنه.
ولفت الهوّاس إلى أن سعر كيلو الغنم (الواقف) من دون ذبح يتراوح بين 33 إلى 35 ليرة تركية، وتحتاج الماشية الواحدة من الأغنام إلى 10 كيلوغرامات من العلف بسعر 55 ليرة تركية ليزيد وزنها 1 كيلو غرامًا من اللحم، وبالتالي سوف يتكبّد التاجر خسائر كبيرة في حال أراد بيعها.
وعزا الطبيب البيطري أحمد جبلاق من مدينة حارم عبر أثير راديو الكل أسباب تراجع الثروة الحيوانية في المنطقة، إلى عدم وجود مساحات زراعية يمكن من خلالها زراعة الأعلاف للمواشي، مشيراً إلى أن الأعلاف (الشعير – الحنطة – الذرة الصفراء) يتم استيرادها من تركيا بسعر مرتفع وجودة سيئة لا تسد حاجة المواشي من الناحية الغذائية.
الطبيب عبد الحي اليوسف رئيس دائرة الصحة والثروة الحيوانية في حكومة الإنقاذ يوضح في حديثه لراديو الكل، أنهم وضعوا خططاً مستقبلية لتحسين الثروة الحيوانية في المنطقة، أبرزها (التحسين الوراثي) عبر انتقاء سلالات محلية قادرة على إعطاء إنتاج جيد ومقاومة للأمراض بشكل نسبي.
وأكد أن وزارة الزراعة تعمل على إقامة مشاريع زراعية واسعة في المنطقة كزراعة مادة القمح التي ينتج عنها كميات كبيرة من مادة التبن، إضافة إلى إحداث ودراسة مشروع الشعير المُستنبت والبونيكام لسد احتياجات المواشي من المواد العلفية غير المتوفرة في المنطقة.
وتقوم مديرية الصحة والثروة الحيوانية في إدلب بحسب اليوسف، بالتواصل مع المنظمات الإنسانية والتنسيق معها لدعم مربي المواشي بمادة الأعلاف وتقديم الأدوية البيطرية واللقاحات التي تحصن الحيوانات من الأمراض.
وتُعد الثروة الحيوانية في الشمال السوري مصدراً رئيسياً لسكان المنطقة، لاسيما أهالي أرياف حماة وريفي إدلب الجنوبي والشرقي وريف حلب الجنوبي الذين نزحوا من قراهم وبلداتهم نتيجة سيطرة قوات النظام عليها خلال السنوات الفائتة، وفقدانهم أراضيهم التي تعتبر سلة غذائية للمواشي، ما اضطر أكثرهم إلى بيعها بأسعار زهيدة من أجل تأمين احتياجات عائلاتهم إبّان موجات النزوح.