بعد أزمة الخبز.. ارتفاع أسعار السكر في محافظة إدلب
صاحب محل مواد غذائية بإدلب يرجع سبب ارتفاع السكر إلى إرسال شاحنات كبيرة منه إلى مناطق الوحدات الكردية
أثار ارتفاع سعر مادة السكر وانعكاسه على باقي السلع كالحلويات، استياء أهالٍ في محافظة إدلب، في ظل غلاء شتى مستلزمات الحياة وسوء الأوضاع الاقتصادية.
وشهدت المحافظة في الأسابيع الماضية، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المحروقات بمختلف أصنافها وكذلك مادة الخبز وغيرها بعد تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي.
ويقول حسن القاسم نازح في إدلب لراديو الكل، إنهم كانوا سابقاً يسخرون من الأهالي القاطنين في مناطق سيطرة النظام بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسكر، والآن أصبح وضع الأهالي في إدلب مثل وضعهم.
ويشير القاسم إلى أنه يضطر لشرب الشاي وغيره من المشروبات بدون سكر، كما أنه عزف عن صنع الحلويات في المنزل أو شرائها، ويرى أن سبب ارتفاع مادة السكر هو احتكار التجار لها والتحكم بسعرها.
في حين يبين فارس حمدان من سرمين لراديو الكل، أن هذا البلد لم يعد صالح للمعيشة بأي شكل بسبب الغلاء الفاحش وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ومن بينها السكر حيث سينعكس ذلك على المنتجات الأخرى.
ويضيف حمدان أنهم يلجؤون في الحين والآخر إلى الاستغناء عن مادة غذائية أو مستلزمات معيشية بسبب ضعف قدرتهم الشرائية، مطالباً الجهات المعنية بإيجاد حل لمشكلة ارتفاع الأسعار.
والعمال الذين لا يتجاوز دخلهم 20 ليرة تركية هم أكثر الفئات تضرراً بحسب أحمد راشد نازح في مدينة حارم، والذي يبين لراديو الكل، أنه إذا استمر ارتفاع الأسعار لا سيما مادتي الخبز والسكر ستنتشر الجرائم وحالات الانتحار في إدلب، مؤكداً أن توفير مستلزمات المعيشة من واجب حكومة الإنقاذ والجهة المسؤولة عن المنطقة.
محمود الزود تاجر مواد غذائية في حزانو يوضح لراديو الكل أسعار السكر، حيث كان يباع سعر الطن مؤخراً بـ 700 دولار أمريكي ثم بدأت مؤسسة السكر التابعة لحكومة الإنقاذ بتسليمه من 720 إلى 750 دولاراً، ويباع بشكل حر بـ 800 دولار، مشيراً إلى أن السكر كان يباع في اعزاز دائماً بسعر أقل من إدلب بـ 40 دولاراً، إلا أن أسعار الطن منه ارتفعت في ريف حلب أيضاً ووصلت إلى 820 دولاراً.
ويرجع الزود سبب ارتفاع السكر إلى إرسال كميات كبيرة منه إلى مناطق سيطرة الوحدات الكردية في شمال شرقي سوريا، علماً أنه لا يوجد أي سبب لارتفاع هذه المادة من داخل مناطق الشمال السوري.
رضوان العيسى بائع حلويات في إدلب يقول في حديثه لراديو الكل، إن القطعة الواحدة من الحلويات المعروفة بـ “الشعيبيات” كانت تباع بـ ليرة ونصف الليرة التركية واليوم أصبحت تباع بليرتين، وكيلو حلاوة الجبن كان بـ 20 ليرة أصبح بـ 25 ليرة كما أن هناك بعض الحلويات تضاعف سعرها مثل الهريسة التي وصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 50 ليرة تركية بعد أن كان بـ 20 ليرة والمبرومة كانت بـ 100 ليرة تركية أصبحت بـ 200 ليرة.
ويشير العيسى إلى أن إقبال الأهالي على شراء الحلويات بات ضعيف جداً، علماً أنه كان مقبولاً قبل ارتفاع المواد الغذائية وضعف القدرة الشرائية لدى الكثير منهم.
ويأتي هذا الارتفاع في الأسعار في ظل ندرة فرص العمل في محافظة إدلب، وقلة المساعدات الإنسانية، وانخفاض الأجور التي بالكاد تكفي لنهاية اليوم.