هل حصل الروس على مكاسب للنظام من أجل بدء تنفيذ المرحلة الثانية من قرار إدخال المساعدات عبر الحدود؟
محللون: لا مساعدات في إعادة الإعمار أو الإنعاش المبكر قبل حدوث تقدم في المسار السياسي
مع إعلان الأمم المتحدة بدء المرحلة الثانية من تنفيذ القرار الأممي 2585 الخاص بإدخال المساعدات عبر الحدود والخطوط دون تصويت جديد في مجلس الأمن، تبدو الأشهر الستة القادمة المتبقة من فعالية القرار فترة اختبار لمعادلة مساعدات عبر الحدود مقابل انعاش مبكر في مناطق النظام.
مصادر النظام تحدثت بأن المرونة التي أبدتها روسيا من أجل تنفيذ المرحلة الثانية ليست دون مقابل وهدف روسيا كما هو معروف دفع المجتمع الدولي لتقديم مساعدات للنظام عبر ما أسماه القرار الأممي بالإنعاش المبكر، ولكن الدول الغربية التي ترى في مصطلح الإنعاش المبكر رديفا لمساعدات إعادة الإعمار، تربط هذه المساعدات بتحقيق تقدم بالمسار السياسي فما الذي تحمله الأشهر الستة القادمة في هذا الإطار.
الأزمة مابعد المرحلة الثانية
ورأى د. زكريا ملاحفجي عضو الائتلاف الوطني السوري أن المشكلة ستكون بعد انتهاء المرحلة الثانية، ولاسيما في ضوء رفض الروس إدخال المساعدات عبر الحدود، ومحاولاتهم حصرها عبر الخطوط لكي تكون لهم فرصة إلى جانب النظام للاستيلاء عليها.
وقال ملاحفجي إن موضوع إعادة الإعمار غير قابل للتحقيق فهو مرتبط بالتغيرات السياسية، مشيرا إلى أن سوريا لا تزال تعاني من عدم استقرار، وروسيا بمفردها لا يمكن أن تفعل شيئا، على الرغم من محاولاتها تصوير الوضع بأنه بات أفضل، وبنفس الوقت هي لم تقدم شيئا للسوريين، وتنسجم رؤيتها مع ما يطرحه النظام بالنسبة للحل السياسي.
لا إعمار دون حل سياسي
وقال الأكاديمي والباحث في العلاقات الاقتصادية الدولية د. عبد المنعم حلبي: كان هناك آلية للمراقبة الروسية وتمكنت روسيا من خلالها من تمرير عدة قوافل مساعدة عبر الخطوط وأيضا هناك مراقبة لمعبر باب الهوى ولذلك نجد هذه السلاسة والتلقائية في الدخول بالمرحلة الثانية من القرار.
وأضاف أن الطرف الأمريكي هو الأساسي بمجمل هذه التطورات لأنه يمتلك ورقة ضغط كبيرة وهي قانون قيصر، ومن المستبعد أن يوافق الغرب على إعادة الإعمار دون تحقيق تقدم سياسي، وما ورد في نص القرار 2585 حول الإنعاش المبكر له تفسيرات متعددة.
المحلل السياسي فراس علاوي قال إن روسيا حصلت بالفعل على مكاسب من الولايات المتحدة بزيادة فعالية المنظمات الدولية لجهة دعم مشاريع الإنعاش المبكر.
ستة أشهر أخرى
وأمس أعلن ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي بدء المرحلة الثانية من تنفيذ قرار تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا 2585
إعلان دوجاريك جاء بالتزامن مع انتهاء المرحلة الأولى من القرار وهي ستة أشهر ارتبط بها التمديد لستة أشهر أخرى بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة والذي قدمه بالفعل نهاية الشهر الماضي وأكد فيه ضرورة استمرار بالعمل بالقرار.
ولم تصدر تصريحات من روسيا أو الولايات المتحدة إزاء المرحلة الثانية وهما الدولتان اللتان توافقتا على القرار الأممي في تموز الماضي في حين تحدثت مصادر النظام بأن روسيا سمحت بتنفيذ المرحلة الثانية بهدف تحقيق مكتسبات وإدخال المساهمات الأوروبية إلى جانب الأميركية في دعم الإنعاش المبكر
وقالت المصادر لصحيفة الوطن إن مفاوضات روسية أمريكية ستجري خلال الأيام القادمة من أجل تنفيذ كامل بنود قرار تمديد المساعدات 2585 وأبرزها دعم مشاريع الإنعاش المبكر في مناطق النظام.
ويعول الروس على دور للولايات المتحدة التي اتفقوا معها على تمرير القرار الأممي في الضغط على الأوروبيين من أجل دعم المساعدات للنظام في وقت يرفض فيه الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن النظام، في حين نُقل عن مسؤول أوروبي قوله: لن نصرف أموالاً على النظام.