“سوريا الديمقراطية” تقتحم قرية بريف الرقة وتعتقل أكثر من 25 شخصاً
"قوات سوريا الديمقراطية" تواجه المتظاهرين ضدها في ريف الرقة، بالرصاص والاعتقالات.
شنت “قوات سوريا الديمقراطية” أمس الاثنين، حملة دهم واعتقال في قرية السويدية غربي الرقة، بعد مناوشات بالأسلحة الخفيفة مع أهالٍ من القرية، وفق ما ذكرت شبكة “نهر ميديا” الإخبارية المحلية.
وأفادت الشبكة أن “قوات سوريا الديمقراطية” استكملت حملة الاعتقالات التي بدأتها الأحد في القرية، على خلفية مظاهرات احتجاجية ضد سياساتها.
واعتقلت القوات في القرية أكثر من 25 شخصاً، بعضهم تجاوزت أعمارهم الخمسين سنة، وفق ما ذكرت الشبكة.
عقب ذلك، خرج أهالي مدينة الطبقة، بريف الرقة الغربي، بمظاهرة مساء أمس، نصرةً لأهالي قرية السويدية.
وتظاهر العشرات في قرية السويدية قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي الأحد، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وسوء الخدمات، وقطع المحتجون الطرقات في المنطقة، وأشعلوا الإطارات، تعبيراً عن غضبهم.
عقب ذلك اقتحمت “قوات سوريا الديمقراطية” القرية، وأطلقت على المتظاهرين الرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة عدد آخر، بينهم أشخاص في حالة صحية حرجة.
ويعاني الأهالي بشمال شرقي سوريا من أوضاع معيشية قاسية، في ظل انتشار البطالة وضعف القوة الشرائية، وتفشي الفساد في مؤسسات “قوات سوريا الديمقراطية” المسيطرة على المنطقة.
وشهدت مناطق عدة بشمال شرقي سوريا الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” احتجاجات شعبية خلال الأسابيع الأخيرة، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية.
وفي 28 من الشهر الفائت، خرج عشرات المتظاهرين في حيي الزهور والنشوة جنوب شرقي مدينة الحسكة، احتجاجاً على سوء إدارة “الإدارة الذاتية” للمنطقة ونقص المحروقات والسكر، مطالبين بتحسين الوضع المعيشي وتأمين السكر والمحروقات والكهرباء.
وندد المتظاهرون بممارسات وانتهاكات “الإدارة الذاتية” و”قوات سوريا الديمقراطية” بحق الأهالي بحجة الإرهاب، بينما يعيش الأهالي أوضاعاً مزرية.
والسبت، عقدت “الإدارة الذاتية” اجتماعاً طارئاً لبحث القضايا الخدمية والمعيشية بشمال شرقي سوريا، بعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات.
وأفضى الاجتماع إلى تشكيل “خلية أزمة” في الإدارة التنفيذية لمراقبة الأسواق والمحروقات، وتشكيل لجنة فنية لمراقبة عمل الأفران والمطاحن، وفق ما أعلنت “الإدارة الذاتية” عبر معرفاتها.
وتعمل “الإدارة الذاتية” بين الفينة والأخرى على رفع أسعار المواد الأساسية من خبز ومحروقات، على الرغم من غنى المنطقة بالآبار النفطية واشتهارها بزراعة الحبوب، وخصوصاً القمح.
وتعيش مناطق شرقي وشمال شرقي سوريا أسوة ببقية مناطق البلاد، أزمة اقتصادية ناجمة عن تهاوي سعر صرف الليرة السورية، الذي انعكس على أسعار المواد المعيشية الرئيسية.
ويتهم ناشطون “الإدارة الذاتية” بنهب خيرات المنطقة وتصديرها إلى كردستان العراق ومناطق سيطرة النظام، وبإهمال متعمد للظروف المعيشية والإنسانية، فضلاً عن ارتكاب الانتهاكات بحجة محاربة “الإرهاب”.