ارتفاع أسعار تكلفة خبز التنور ينعكس سلباً على أهالٍ في إدلب
صاحب فرن تنور بإدلب يرجع سبب ارتفاع تكلفة خبز التنور إلى زيادة سعر الطحين
تحتار رابعة السليم نازحة في سرمدا بريف إدلب، كيف ستوفر طعاماً لأطفالها، بعد أن ارتفعت تكلفة خبز التنور الذي كانت تعده في المنزل، كبديل عن خبز الأفران مرتفع الثمن.
وتضيف رابعة لراديو الكل، أن الخبز هو مادة أساسية لا يمكنهم الاستغناء عنها كما أن خبز التنور ليس حاجة ثانوية فكبار السن والمرضى معتادون عليه ولا يمكنهم استبداله بنوع آخر.
ريم عفصان نازحة في حارم تقول لراديو الكل، إنهم كانوا يعتمدون على خبز التنور وخبز الفرن في الوقت ذاته سابقاً، أما الآن فخبز التنور هو غذائهم الرئيسي كون رغيفه يُشبع أكثر خاصة لمن لديه العديد من الأطفال، مطالبة بتخفيض سعر الطحين والخميرة والحطب.
وكانت بعض النساء في إدلب يصنعن فرن التنور يدوياً من الطين الحر “الصلصال”، ثم يخبزن عليه بالاعتماد على الطحين والحطب الذي يجنونه من أراضيهم، وذلك قبل النزوح، بحسب ما أكدته سكينة الحسن نازحة في إدلب لراديو الكل.
وتشير الحسن إلى أنه حتى لو توفر التنور ومواده الأساسية لن تستطيع أن تخبز من جديد بسبب عدم وجود مساحة تساعدها على الخبز كونها تسكن في طابق علوي.
ويرجع لبيب عبد الرحمن سليمان صاحب محل لبيع خبز التنور في مدينة إدلب لراديو الكل، سبب ارتفاع تكلفة خبز التنور إلى زيادة سعر الطحين كونهم يستخدمون نوعاً معيناً ويطحنونه يدوياً ووصل سعر الكيلو منه لـ6 ليرات تركية ونصف الليرة، إضافة لسعر الحطب حيث يصل سعر الكيلو إلى ليرتين ونصف الليرة، فضلاً عن ما يتطلبه من جهد ووقت.
ويتابع سليمان، أن خبز التنور يحتوي على قيمة غذائية عالية بسبب وجود مادة “النخالة” في الدقيق ولذلك يناسب الأشخاص المرضى والذين يتبعون حمية غذائية، كما أنه يشعر الشخص بالشبع أي أن كل رغيف من خبز التنور يعادل ثلاث أرغفة من خبز الفرن.
ويشير سليمان إلى أنه نقل فرن خبز التنور من مدينة سراقب إلى مدينة إدلب ليعمل في هذه المهنة من جديد ويوفر دخلاً لعائلته، ويساعد الأهالي في شراء قوتهم بنفس الوقت.
وسعر الطحين في محافظة إدلب غير ثابت، حيث يصل سعر الكيس بوزن 50 كيلو لـ 21 دولاراً أمريكياً، بحسب ما أوضحه أحمد دندل تاجر طحين ومواد غذائية في سرمدا لراديو الكل، منوهاً بأن هناك أنواعاً مختلفة من الطحين منها البركات، والجمن، والباران.
ويوضح الدندل أن سبب ارتفاع سعر الطحين يعود إلى قلة الإنتاج العالمي بنسبة 20% وذلك بسبب شح الأمطار، وتحكم بعض الدول بسعر الطحين مثل روسيا وأوكرانيا، بالإضافة لانتشار فيروس كورونا الذي عرقل وصول الطحين من بلد لبلد.
وتسبب ارتفاع سعر مادة الخبز في إدلب بأزمة كبيرة، وتجمعت طوابير السكان على الأفران المدعومة أملاً في الحصول على الخبز الذي يعد من أبسط الحقوق وأكثرها أهمية.
وبينما يتناول أطفال رابعة وجبتهم المسائية، تفكر وتتساءل كيف ستجني صباحاً مالاً يمكنها من شراء ربطة خبز أو حتى حطبٌ وطحينٌ لتوقد التنور.