توقف الدعم عن المركز الصحي في مخيم صامدون يحرم الآلاف من العلاج المجاني
الدعم متوقف عن المركز الصحي منذ نحو 7 أشهر وجميع كادره يعمل بشكل تطوعي
أدى توقف دعم المنظمات الإغاثية عن المركز الصحي في مخيم صامدون بريف مدينة سلقين منذ 7 أشهر، إلى حرمان نحو 3200 نسمة من تلقي العلاج مجاناً علاوة على مئات العائلات الأخرى التي تأتي من القرى المجاورة.
ويقول محمد الجمال من سكان المخيم وهو نازح من ريف حماة لراديو الكل، إنه بعد توقف دعم المركز الصحي أصبح يذهب وأطفاله إلى المراكز الطبية المجانية في مدينة كفرتخاريم أو سلقين من أجل تلقيهم العلاج، شاكيًا من دفع تكاليف المواصلات إضافة إلى الانتظار الطويل أمام المراكز.
أما سهيلة الحسين من المخيم أيضاً تشكو حالها وتبين لراديو الكل، أنهم بحاجة إلى نقطة طبية ترعى شأنهم الصحي، في ظل عدم توفر وسائل نقل تنقلهم من المخيم لأقرب مركز، كون قاطني المخيم يعيشون ظروفاً معيشية صعبة ولا يملكون قوت يومهم.
بينما رائدة العلو مسنة تعاني من أمراض السكر والضغط وهي نازحة في المخيم تقول لراديو الكل، إنها كانت تؤمن أدويتها من الصيدلية المتواجدة ضمن المركز الصحي بشكل مجاني، بينما الآن هي عاجزة عن تأمين الأدوية لعدم قدرتها على شرائها كونها باهظة الثمن بالنسبة لها.
وناشد علي العمر من أهالي المخيم عبر أثير راديو الكل، جميع المنظمات المعنية بالشأن الطبي للنظر في حالهم المعيشي والصحي داخل المخيم وتقدم دعمها للمركز الصحي علها تخفف من أعباء تكاليف المواصلات والعلاج.
وأكد عبد القادر أبو نورس مدير المخيم لراديو الكل، أن المركز الصحي كان يقدم الرعاية الصحية لنحو 3200 نسمة من سكان المخيم إضافة إلى 30 ألفًا من سكان القرى والمخيمات المجاورة، مبيناً أن معظم أهالي المخيم عاجزون عن نقل مرضاهم إلى النقاط الطبية المتواجدة في المدن لبعد مسافتها وعدم توفر وسائل النقل.
بدوره، أوضح الصيدلاني محمد يزن القاسم لراديو الكل، أن المركز الصحي في المخيم يضم العديد من الاختصاصات الطبية (الداخلية، والنسائية، وقسم الأطفال) بالإضافة إلى قسم الإسعافات الأولية وقسم الصيدلية، وجميعها توقف عنها الدعم منذ قرابة 7 أشهر، ويعمل الكادر الطبي فيها تطوعاً رغم ضعف الإمكانيات المتاحة.
ولفت القاسم إلى أن المستلزمات الطبية في قسم الإسعاف وبعض الأدوية في الصيدلية قد شارفت على النفاد، ومن الممكن أن يغلق المستوصف أبوابه أمام المراجعين خلال شهرين ما لم يتم دعمه.
وتأسس مخيم صامدون في مدينة سلقين غربي إدلب عام 2013، ويضم أكثر من 700 خيمة، ومعظم سكانه من قرى وبلدات ريفي حماة الغربي والشرقي الذين نزحوا خلال سنوات الثورة السورية إثر تعرض مناطقهم للقصف من قبل قوات النظام وسيطرته عليها.
وتعاني جلّ المخيمات في محافظة إدلب من نقص الرعاية الصحية في ظل عدم توفر بدائل قريبة لاسيما بُعد المخيمات عن مركز المدينة وصعوبة الذهاب إليها، وسط مخاوف كبيرة من استمرارية توقف الدعم وتفاقم الأوضاع الصحية لدى الأهالي.