رغم دعمهم.. مزارعون في بلدة قسطون يواجهون صعوبات في زراعة القمح
"حكومة الإنقاذ": يتم زراعة نحو 55 ألف دونم فقط من أصل 85 غربي حماة بسبب قرب الأراضي من النظام
بدأ موسم زراعة الحبوب في منطقة سهل الغاب غربي حماة، ورغم التسهيلات المقدمة من وزارة الزراعة في حكومة الإنقاذ إلا أن مزارعين في بلدة قسطون وعلى بعد أقل من 10 كم عن خطوط التماس مع قوات النظام يعانون الكثير من الصعوبات والمخاطر خلال عملهم.
ما تم زراعته في هذه الفترة من السنة هي الحبوب والبقوليات بحسب ما قاله خالد ياسين الحجي مزارع من البلدة لراديو الكل، موضحاً أن الدونم الواحد يحتاج 40 كيلوغراماً من القمح و20 كيلو غراماً أسمدة مع ارتفاع ثمن الطن الواحد من الأسمدة إلى 950 دولاراً أمريكياً.
ويشير الحجي إلى أنه تم تقديم 25 كيلوغراماً من البذار المحسن المعد للزراعة للدونم الواحد من وزارة الزراعة بحكومة الإنقاذ بالتعاون مع الجمعية الفلاحية كقرض يدفع عند جني المحصول، منوهاً بأن هناك تكاليف أخرى كالمبيدات والحراسة ترهق كاهل المزارع.
نادر الحسين مزارع آخر في البلدة يؤكد لراديو الكل، أنه حصل على بذار القمح المحسن من الوزارة عن طريق الجمعية الفلاحية وكفالته من قبل مزارعين اثنين من أبناء قريته بسعر 390 دولاراً أمريكياً للقمح القاسي و 380 دولاراً للقمح الطري للطن الواحد يدفعها عند جني المحصول.
ويضيف أنهم تلقوا وعودا بحصولهم على أسمدة وأدوية زراعية ومادة المازوت اللازمة للزراعة إلا أنهم لم يحصلوا عليها، ويشتكي الحسين من عدم وجود منظمات تدعم المزارعين رغم ارتفاع أسعار بذور الخضروات الصيفية حيث بلغ سعر الظرف من بذور الخيار 40 دولاراً أمريكياً والبندورة 30 دولاراً والبطيخ الأصفر 48 دولاراً و50 دولاراً للبطيخ الأخضر.
رئيس الجمعية الفلاحية في بلدة قسطون يوضح في حديثه لراديو الكل، أنه تم تقديم بذار محسن خالٍ من الشوائب ومعقم “بقرض حسن” خالٍ من الفائدة حتى جني المحاصيل وأنه سيتم تقديم الأسمدة والمحروقات وأدوية زراعية للمزارعين في الشهر الثاني من العام الحالي منوهاً بأنه تم تقديم 1700 طن من بذار القمح وزعت لـ 1500 مزارع في مناطق شمال غربي سوريا.
ويزرع غربي حماة نحو 55 ألف دونم فقط من أصل 85 بسبب قرب بعض الأراضي من خطوط التماس مع قوات النظام، بحسب موظف وزارة الري بحكومة الإنقاذ معتز مواس، معتبراً ارتفاع أسعار المواد الزراعية وارتفاع التكاليف من بذور وحراثة وغيرها من أهم المعوقات للمزارعين.
وسيطرت قوات النظام على مساحات واسعة من منطقة سهل الغاب منذ أكثر من عامين وتستمر بالتضييق على المزارعين في المناطق الخارجة عن سيطرتها باستهداف الآليات الزراعية ما أدى لتدمير بعضها وحرق مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية خلال العامين الماضيين.
وأثرت قلة الأمطار العام الماضي على كافة المزروعات في الشمال السوري، ما أدى إلى خسائر كبيرة لدى المزارعين حيث عزف بعضهم عن الزراعة نهائياً.