توقّف الدعم عن مستشفى إدلب الوطني يحرم 15 ألف مستفيد من العلاج
المدير الإداري في مستشفى إدلب الوطني: استمرار إيقاف الدعم عن المستشفى ينذر بوقوع "كارثة إنسانية"
أثار إعلان توقف مستشفى الداخلية التخصصي المعروف بـ”المستشفى الوطني” في محافظة إدلب عن العمل في قسم الطوارئ والإسعاف، الجمعة، مخاوف كبيرة لدى أهالٍ في المحافظة لاسيما أنه يقدم خدماته بشكل مجاني الأمر الذي يوفر عليهم شراء المستلزمات الطبية ودفع تكاليف العلاج.
وتقول آية الوليد من أهالي مدينة إدلب لراديو الكل، إنها تتردد غلى المستشفى كل عشرة أيّام لإجراء جلسة رذاذ لأخيها البالغ من العمر ثلاثة أعوام كونها غير قادرة على شراء الجهاز لغلاء ثمنه بالإضافة إلى بعض الأدوية اللازمة.
وأكدت الوليد أنها سوف تضطر للذهاب إلى المستشفيات الخاصة لمتابعة وضع أخيها الصحي كونها غير قادرة على الانتظار وقتًا طويلًا أمام أقسام الإسعاف في المستشفيات الأخرى بسبب الازدحام الكبير.
أما صلاح المعراوي، من أهالي بلدة سرجة في ريف إدلب الشمالي يبين لراديو الكل، أنه يلجأ إلى قسم الإسعاف كل يومين من أجل تغيير ضماد جرحه بعد أن أجرى عملية إزالة كيس دهني في أسفل الظهر، منوهًا بأن هذا العمل يحتاج إلى ممرض وبالتالي سوف يلجأ إلى ممرض خاص للقيام بهذا العمل مقابل أجر.
فيما ناشدت مريم السلّوم من أهالي إدلب عبر أثير راديو الكل، كافة المنظمات المعنية في الشأن الطبي لتقديم الدعم المادي لقسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى إدلب الوطني، مؤكدة أن الخدمات الذي يقدمها قسم الإسعاف تعجز عنها باقي المستشفيات في إدلب بسبب استقباله الكثير من المراجعين والحالات الطارئة من الحوادث وحالات الحروق وغيرها.
شادي جاروخ المدير الإداري في المستشفى الوطني يوضح في حديثه لراديو الكل، أن منظمة المبادرة الإنسانية أوقفت دعمها عن المستشفى بداية العام الحالي 2022 بسبب انتهاء المشروع، لافتًا إلى أن عدد المُستفيدين من قسم الطوارئ والإسعاف يقارب نحو 500 مراجع بشكل يومي خلال الأيام الماضية.
ونوه جاروخ بأن استمرارية توقف الدعم عن قسم الإسعاف والطوارئ، سوف يؤدي إلى توقف الدعم عن الأقسام الطبية الأخرى وهي (العناية المشددة-العيادات الخارجية)، وحرمان أكثر من 15 ألف مستفيد شهريًا من العلاج ما ينذر “بكارثة إنسانية” في المنطقة.
الطبيب سالم عبدان مدير صحة إدلب الحرة يقول لراديو الكل، إن المديرية تسعى جاهدة بالتواصل مع منظمات طبية ومانحين من أجل استمرارية عمل المستشفى الوطني، مبيناً أنه الوحيد المتكامل بكافة الاختصاصات الطبية.
وأرجع عبدان أسباب انخفاض الدعم عن المشافي في الشمال السوري إلى انتشار فيروس كورونا، وتردي الأوضاع الاقتصادية في معظم الدول إضافة إلى إطالة مدّة الحرب في سوريا.
وأعلنت إدارة المستشفى الوطني عبر معرفها الرسمي على فيسبوك أول أمس الجمعة عن توقف خدمة الإسعاف والطوارئ لديها بسبب نفاذ مادة الديزل، ونقص الأوكسجين والأدوية والمستهلكات، فيما أكدت الإدارة استمرارية عملها في قبول مرضى جناح الداخلية والعناية المشددة، إضافة إلى عملها المستمر في العيادات الخارجية ريثما يتم تأمين الدعم اللازم لاستمرارية العمل.
وسبق أن أعلنت عدّة مؤسسات طبية في محافظة إدلب أواخر العام الماضي عن توقف الدعم عنها من قبل الجهات المانحة من بينها (مستشفى الرحمة في دركوش، و إنقاذ روح في مدينة سلقين، و النفسية في سرمدا، والأطفال في كفرتخاريم) في ظل تفاقم الأزمات الصحية في المنطقة لاسيما مع انتشار فيروس كورونا.