ازدياد تفشي ظاهرة تسوّل الأطفال في شوارع إدلب والحلول غائبة
ناشطة اجتماعية بإدلب تحمل مسؤولية تفشي ظاهرة تسوّل الأطفال إلى المنظمات المهتمة بحقوق الطفل
لا يكاد شارع في مدينة إدلب يخلو من أطفال مرتدين ألبسة مهترئة وهم يرددون بعض الكلمات علّهم يكسبون تعاطف الناس لينالوا قليلًا من المال.
وتعود أسباب انتشار ظاهرة تسول الأطفال إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية، بالإضافة إلى نزوح الأهالي من بلداتهم خلال السنوات الماضية، وبحكم أن أغلبهم أنفق ما يملك خلال فترة نزوحهم، علاوة على انعدام فرص العمل في المنطقة.
ويقول الطفل أحمد علّاوي البالغ من العمر 11 عاماً ومهجر من ريف حماة إلى مدينة إدلب لراديو الكل، إن الحاجة أجبرته على مد يده للناس في أحد شوارع إدلب لتأمين لقمة العيش لعائلته التي تقطن في إحدى المخيمات المجاورة، مؤكدًا أنه لجأ إلى التسول بعد أن عجز باحثًا عن عمل وقوبل بالرفض بسبب صغر سنه.
أما الطفل عبد القادر قضباني البالغ من العمر 13 عاماً مهجّر من حلب يبين لراديو الكل، أنه “يخرج باكرًا كل يوم ويتجول في شوارع إدلب وبين يديه علبة بسكويت يبيعها للأهالي بسعرها المعتاد أو بأسعار مضاعفة حسب الزبون”.
وأشار قضباني إلى أنه يعود إلى المنزل في ساعات المساء حتى يؤمن لعائلته المؤلفة من 4 أشخاص ثمن لقمة العيش من كونه معيلاً لهم، منوهاً بأن والده من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا يقدر على العمل.
الناشط الإعلامي محمد دندش من أهالي إدلب يبين لراديو الكل، أن معظم المتسولين من الأطفال ممن فقدوا آباءهم خلال سنوات الحرب، وأجبروا على التسول في سبيل الحاجة، بينما هناك أطفال اتخذوا التسول مهنة بسبب جهل الأهل وعدم قدرتهم على رعاية أطفالهم.
فيما أرجع المرشد الاجتماعي محمد الصطوف من أهالي جبل الزاوية لراديو الكل أبرز أسباب انتشار تسوّل الأطفال إلى توقف العمليات التعليمية في المدارس التي تعرضت في وقت سابق للقصف من قبل قوات النظام وسيطرة الأخير عليها، مؤكدًا أن استمرار هذه الظاهرة سوف يؤدي إلى انحلال مجتمعي.
ودعا الصطوف المنظمات والجمعيات المهتمة في الشأن التعليمي العمل على إعادة الأطفال إلى مدارسهم مع توفير احتياجاتهم المدرسية، وتوعية الأهالي من خطورة ظاهرة التسول والمساهمة في حلها.
إلى ذلك، حمّلت نور الهدى سليمان ناشطة اجتماعية من أهالي مدينة إدلب مسؤولية تفشي ظاهرة تسوّل الأطفال في الشوارع إلى المنظمات المهتمة بحقوق الطفل، وقالت لراديو الكل، إنه يجب على المنظمات القيام بحملة لملاحقة هذه الظاهرة، والحد منها حتى لا نصل إلى مرحلة تكاد فيها ظاهرة التسول أمرًا روتينيًا.
ويمكن أن تتحول هذه الظاهرة إلى أزمة في الشمال السوري في حال استمرار الحرب ويغذيها تردي الأوضاع المعيشية، ما يضع مستقبل جيل كامل أمام خطر حقيقي يلوح في الأفق البعيد.
ويعيش بعض الأهالي في مناطق شمال غربي سوريا من نازحين ومقيمين حالة فقر وحرمان من أبسط مقومات العيش، وزاد من سوء وضعهم عدم وجود دخل شهري ثابت ما دفعهم للتسول والتشرد.