إطلاق مبادرة في أرمناز لـ “إعادة تدوير الملابس للفقراء”
المشغل يضم عدداً من النساء الخياطات اللواتي يعملن تطوعاً
في ظل الواقع الاقتصادي الذي يعيشه أهالٍ في محافظة إدلب، أطلق مشغل للخياطة في أرمناز شمالي إدلب مُبادرة لإعادة تدوير الملابس الشتوية المستعملة لتصبح جديدة، ويتم توزيعها على الأهالي الفقراء من سكان البلدة والنازحين في المخيمات بهدف التخفيف من أعبائهم.
ديانا العلي مُديرة المشغل تقول لراديو الكل، إن المشغل يضم 10 متطوعات من فئة الأرامل والمُطلقات، يعملن في إعادة تدوير الملابس المستعملة مجانًا عبر آلات خياطة يدوية.
وأشارت العلي إلى أن المشغل لا يتلقى أي دعم سواء بالمواد الأولية أو برواتب للعاملات على الرغم من سوء أوضاعهنّ المعيشية، منوهة بأن اقدامهن على العمل كان دافعًا إنسانيًا لفعل الخير.
وأكدت العلي أن المشغل قد يتوقف عن العمل خلال شهر أو شهرين كون الأقمشة المتوفرة قاربت على النفاد، إضافة إلى حاجة العاملات إلى دخل يسد حاجياتهنّ.
نهى أم محمد أرملة من البلدة هي الأخرى وإحدى النساء الخياطات المتطوعات في المشغل توضح لراديو الكل، أنها انضمت إلى المشغل من أجل كسب المزيد من خبرات مهنة الخياطة علها تكون مستقبلًا مصدر دخل لها ولأطفالها، إضافة إلى المشاركة في العمل الإنساني الذي يقدمه المشغل للفقراء.
ماجدة عبد الغفور نازحة من معرة النعمان إلى أحد المخيمات في إدلب تبين لراديو الكل، أنها لجأت بثياب أطفالها المهترئة إلى مركز الخياطة من أجل إعادة تدويرها إلى حالة أفضل كونها غير قادرة على شراء ملابس جديدة أو مستعملة لأطفالها بسبب الغلاء، موضحة أن لديها 3 أطفال ويحتاج كل طفل إلى 150 ليرة تركية وسطيًا لشراء الألبسة الجديدة.
أما سلمى القاسم أرملة من بلدة أرمناز أيضاً ولديها ستة أطفال تقول لراديو الكل، إن دخلها اليومي لا يكفيها شراء جوارب لأطفالها على الرغم من حاجة الأطفال إلى الألبسة كي يرتدونها في أيام فصل الشتاء إلا أن الحال المعيشي يمنعها من شراء ذلك، مؤكدة أن مشغل الخياطة قدّم لأطفالها ثيابًا للنوم مجاناً، ولا تختلف جودتها عن الألبسة الجديدة التي يفوق سعر القطعة منها نحو 200 ليرة تركي.
ويعتمد الكثير من سكّان محافظة إدلب والنازحين على المساعدات الإنسانية التي تُقدمها المنظمات المحلية والدولية، فضلًا عن قلة فرص العمل وتدني مستوى الأجور الذي أدى إلى ازدياد معدّل البطالة إلى أعلى مستوياته.
ويلجأ الكثير من الأهالي في محافظة إدلب إلى شراء الألبسة المستعملة (البالة) كونها أقل ثمناً من الجديدة التي تشهد ارتفاعاً في أسعارها، في وقتٍ يعاني فيه معظم الأهالي من تدني مستوى دخلهم.