بعد تحسن الليرة التركية.. هل انخفضت أسعار السلع الغذائية في إدلب؟
"حكومة الإنقاذ" تؤكد أنه "مع استقرار الليرة التركية سوف تنخفض أسعار جميع المواد الغذائية قريباً"
لطالما انتظر الأهالي في محافظة إدلب خبر تحسن قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، ظناً منهم أن معظم الأسعار ستنخفض تلقائياً، ولكن ما حدث عكس توقعاتهم، فالأسعار مازالت مرتفعة والتجار يبررون ذلك بارتفاعها من المصدر.
محمد أبو أسعد نازح في معرة مصرين يؤكد لراديو الكل، أن أسعار الألبسة فقط انخفضت قليلاً، أما اللحوم والخضار والمواد الغذائية فسعرها ثابت، متصوراً أن الحال سيكون أفضل لو كان هناك رقابة تموينية فعلية ومخالفات مالية بحق التجار المخالفين، واعتماد الدولار الأمريكي في أجور العمال.
ولم يتفاجئ رأفت الخاني نازح في بنش من ثبات الأسعار حتى بعد تحسن قيمة الليرة التركية، لأنه اعتاد على هذا الوضع منذ أيام الليرة السورية، فعندما يتدهور سعر صرف العملة ترتفع الأسعار مباشرة وبشكل جنوني حتى لو كان التاجر قد اشترى بضاعته بالرخص، بحسب ما قاله لراديو الكل.
ويشير الخاني إلى أن أكثر فئة متضررة من ارتفاع الأسعار هم العمال الذين لا تتجاوز يوميتهم 30 ليرة تركية، مؤكداً ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة التي تنعكس مباشرة على الأهالي.
محمد إسماعيل من جبل الزاوية يبين لراديو الكل، أن حجة التجار الآن أنهم اشتروا بضائعهم قبل مدة بأسعار مرتفعة وفي حال بيعها بثمن أقل فسوف يتعرضون لخسائر كبيرة، لافتاً إلى أن “الأسعار بارتفاع كون كل بائع يتصرف كما يحلو له”، دون أن يوجد ضبط للأسعار.
عارف عيسى بائع خضار في مدينة سرمدا يوضح في حديثه لراديو الكل، أنه يشترى الخضار بسعر مرتفع من المصدر، أي من سوق الهال، وجميع الباعة الآخرين يشترونها أيضاً من ذات المصدر، ويظن الأهالي أن الغلاء بسبب التجار أو بسبب استيراد الخضار من الخارج.
ويضيف عيسى أنهم يتعاملون بالليرة التركية وليس بالدولار، ولا يحققون الربح الكافي، حيث أنه يشتري كيلو التفاح بـ 5,5 ليرة تركية مثلاً ويبيعه ب 6,5 ليرة، أي أنه يربح ليرة فقط وهذا لا يكفي مقارنة بتكلفة إيجار المحل والتنقل وأكياس التعبئة وغيرها، مؤكداً أن الإقبال ضعيفاً جداً بسبب سوء الوضع الاقتصادي لمعظم السكان.
وتعمل وزارة الاقتصاد التابعة لحكومة الإنقاذ على تكثيف دوريات الرقابة التموينية بشكل يومي لمعالجة شكاوي المواطنين في محافظة إدلب، بحسب ما قاله حمدو الجاسم مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد والموارد في حكومة الإنقاذ، لراديو الكل.
ويبين الجاسم، أن عدد الشكاوى المسجلة حول حالات ارتفاع الأسعار يصل لـ 157 شكوى إلكترونية و15 شكوى خطية بالحضور الشخصي إلى مبنى المديرية وفروعها و113 اتصال هاتفي، مؤكداً أنه مع استقرار الليرة التركية ستنخفض الأسعار خلال الأيام المقبلة.
وينصح الجاسم الأهالي بضرورة مساعدتهم والإبلاغ عن أي تاجر يحافظ على البيع بسعر مرتفع بحجة الليرة التركية.
هذا وثبتت معظم المحلات التجارية والغذائية في مدينة إدلب في الأيام الماضية، أسعار موادها بالدولار الأمريكي، الأمر الذي زاد في معاناة الأهالي ولم يحل مشكلاتهم.
وارتفعت خلال الأسابيع القليلة الماضية أسعار جميع السلع الغذائية بما فيها المحروقات بعد تراجع قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، الأمر الذي فاقم من مشكلات الأهالي لاسيما أصحاب الدخل المحدود.