تغيير ديموغرافي يلوح في آفق بلدة مضايا
لا يزال الجوع والحصار يحصد المزيد من الضحايا في بلدة مضايا التابعة لمنطقة الزبداني في ريف دمشق الغربي، رغم دخول المساعدات الأممية إلى البلدة المحاصرة قبل نحو أسبوعين، في وقت تواصل ميليشيا حزب الله سياستها في تغيير ديموغرافية المنطقة، من خلال تهجير العوائل من منازلها في المدخل الجنوبي لمضايا إلى داخل البلدة التي بات يطلق عليها اسم “سجن مضايا المركزي”، فيما يطلب من الأهالي مبلغ 200 دولار، والتنازل عن عقود بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم مقابل السماح لهم بالخروج.
وفي هذا الصدد أشار مدير المشفى الميداني في الزبداني “عامر برهان”، إلى وجود تخوف من تغيير ديمغوغرافي في بلدة مضايا، منوهاً إلى إنه في بداية الأمر كانت تطلب مليشيات حزب الله من الشخص الإنضمام إلى اللجان الشعبية مقابل إخراج ذويه حيث قام البعض بتسليم أنفسهم، ولكن منذ 4 أيام كان هناك عدة عروض منها طلب من الأهالي دفع 200 دولار والتنازل عن أملاكه وعدم العودة إليها مقابل الخروج من البلدة.
ولفت “برهان” لراديو الكل، إلى إنه منذ يومين تقدمت مليشيات حزب الله في أبنية جديدة بمحيط مضايا وتمركزت بها وسط نصب سياج بمحيط البلدة، مشيراً أيضاً إلى التغيير الممنهج في البنية التحتية للزبداني، حيث قام الحزب والنظام بقطع جميع أشجار سهل الزبداني بالكامل وهدم غرف المزارعين ومضخات المياه والآبار، إضافة لأعمال السلب والنهب التي قاما بها داخل مدينة الزبداني في وقتٍ مضى.
وعن اتفاقية “الزبداني مقابل كفريا والفوعة” بيّن “عامر برهان” إلى إنه أهم بنود الإتفاقية لم تنفذ، حيث لم تدخل المساعدات إلى الزبداني إلا بعد 3 أشهر من توقيع الهدنة بين جيش الفتح والمفاوض الإيراني، مؤكداً على أن النظام يقوم بالمماطلة لعدم تنفيذ بنود الهدنة.
ولفت إلى أن الحصار الخانق المفروض على مضايا من 7 أشهر أدى إلى إصابة الأهالي بمرض سوء تغذية حاصداً أرواح عدة أشخاص على الرغم من دخول المساعدات، منوهاً أن المساعدات التي دخلت لا يوجد فيها تنوع غذائي، في ظل وجود 400 حالة حرجة وضعف الإمكانيات الطبية بالبلدة.