هل ستنجح المعارضة في فرض شروطها الإنسانية قبل خوض المفاوضات؟
علق الصحفي الكاتب “أحمد كامل” على قرار الهيئة التفاوضية المشاركة في مفاوضات جنيف بعد حصولها على تطمينات من أميركا والسعودية، بالقول “المعارضة حققت الكثير من شروطها بإبعاد صالح مسلم وحزب “البي يي دي”، وإلغاء فكرة الوفد الثالت الذي سعت إليه روسيا لضم الوفد إلى وفد المعارضة أو تشكيل وفد ثالث”، مضيفاً إن الوفد التفاوضي المعارض سيكون برئاسة الجيش الحر من خلال “أسعد الزعبي” رئيساً للوفد، إضافة إلى كبير المفاوضين “محمد علوش” من جيش الإسلام.
وأشار كامل لراديو الكل، إلى حصول المعارضة على وعود من الولايات المتحدة الأمريكية ونائب الأمين العام للأمم المتحدة وبعض الدول العربية، لافتاً إلى وجود معلومات بدخول شاحنات مساعدات اليوم إلى بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق الغربي.
وبيّن أن المفاوضات بين النظام والمعارضة لن تكون مباشرة إنما عن طريق وسيط، بحيث سيقدم كل طرف ما لديه للوسيط، معتبراً أن المبعوث الأممي إلى سوريا “ستفيان دي مستورا” لن يقدم شيء للمفاوضات، مؤكدا أن الأمر مرهون بروسيا وأميركا فإذا أراد الطرفان إيجاد حل جذري للشعب السوري وإقناعه بالتوقف عن ثورته من الواجب تغيير جذري في جوهر النظام، وإلا فسيكون هناك تضييع للوقت وذر الرماد في العيون.
وأكد أن الأسلوب المثالي الآن هو التعامل بالسياسة وكأنه لا يوجد عمل عسكري، والتعامل مع العمل العسكري وتصعيد القتال وكأنه لا يوجد مفاوضات، والسير بهذين الخطين بشكل متوازٍ، وعليه يجب دعم المقاتلين وتعديل الوضع في سوريا إلى جانب عدم إهمال العمل السياسي.
وتوقع “كامل” بأن حقوق الشعب السوري لن تتحقق في جنيف “3” إنما على الأرض، منوهاً إلى أن وفد المعارضة المؤلف من “17” عضو على وشك الوصول إلى جنيف، إضافة إلى مجموعة من الهيئة العليا المشرفة مكونة من “42” عضو وصل منهم اثنين والبقية على وشك الوصول.
وكان قد أعلن رياض نعسان آغا، المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، أن وفداً للمعارضة السورية يضم 17 عضواً برئاسة رياض حجاب، وأسعد الزعبي سيصل مساء اليوم السبت، إلى جنيف.
وأوضح “آغا” في تصريح لوكالة رويترز، أن الوفد سيجتمع مع المبعوث الدولي لمناقشة تطبيق القرار 2254، وبناء على نتيجة الاجتماع مع المبعوث سيتم اتخاذ القرار بالدخول للتفاوض من عدمه.
وأضاف ذاهبون إلى جنيف لاختبار جدية المجتمع الدولي في وعوده للشعب السوري وجدية النظام في تنفيذه للمستحقات الإنسانية، وتأتي هذه التصريحات بعد صدور بيان عن الهيئة العليا للتفاوض في وقت متأخر يوم أمس، أكدت فيه أنها قرَّرت المشاركة في عملية سياسية لاختبار جدية الطرف الآخر في جنيف، من خلال المباحثات مع فريق الأمم المتحدة لتنفيذ الالتزامات الدولية والمطالب الإنسانية، كمقدمة للعملية التفاوضية.
وأشار البيان إلى أن الهيئة تلقَّت دعمًا من الدول الصديقة، من خلال اللقاء مع وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” حيث أكد دعم السعودية للهيئة العليا، كما أن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أكد دعم بلاده لتنفيذ كامل القرار الدولي 2254، وخاصة ما يتعلق بالوضع الإنساني، عبر إنهاء الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى، والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين.