هل بات النظام يُطرب للقدود الحلبية ؟
محللون: القدود هي حصيلة ثقافة شعب عبر مئات السنين وجزء من حضارته ولا علاقة لنظام سياسي بها
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” يونسكو” القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني، لكنها حذرت من أن التقصير في الحفاظ عليها ينقله إلى قائمة التراث الإنساني المهدد بالخطر.
وأرجعت وزيرة ثقافة النظام لبانة مشوح في مؤتمر صحفي الفضل في إدراج القدود على قائمة اليونسكو للأمانة السورية للتنمية وأسماء الأسد التي دعمت وشجعت إتمام هذا الملف بحسب تعبيرها.
وعدّت وزيرة ثقافة النظام قرار اليونسكو بأنه يعود بالفوائد الاقتصادية والسياسية على النظام وقالت إن لهذا الانجاز أهمية كبيرة على الصعيد الاقتصادي كونه يعزز السياحة التي هي رافعة من روافع الاقتصاد الوطني.
وأضافت أن هذا الانجاز يخرق الحصار وهناك مؤشرات عديدة تثبت أن نوافذ بدأت تفتح وبجهودنا ودعم الأصدقاء والأشقاء سنوسع دائرتها.
وقال الكاتب والصحفي ربيع شعار إن النظام يسعى إلى تحسين صورته من خلال توظيف كل ماهو جميل في البلاد خدمة لمصالحه، وهو الذي كان شوه الفن في البلاد وحارب فنانين وهجرهم من البلاد.
وبيّن أن النظام جفف منابع الفن الأصيل من خلال فتحه الباب أمام أنصاف فنانين لا ميزة لهم سوى الولاء له، مشيرا إلى أن النظام يقدم فنه الخاص لأتباعه الذين لا ذائقة فنية لهم بالأساس.
وذكر شعار أنه لم يلمع على الساحة الفنية السورية منذ خمسين عاما سوى الراحل صباح فخري ضمن ما بدا أنه سياسة ممنهجة للنظام لافتا إلى النظام حارب فنانين متميزين من أمثال محمد خيري وسحر.
وقال إن أسماء الأسد بعيدة عن التراث السوري ولا سيما أنها عاشت خارج البلاد، ومن الصعب أن يتم تقبل الحديث بأنها ترعى التراث، مؤكدا أن اليونسكو لا تحتاج لرأي النظام وتقويمه للقدود الحلبية العريقة المعروفة في الساحة الفنية العالمية.
ورأى الناشط في الحقل الثقافي والمدني زياد أبو صالح أن الحديث عن دور للنظام في تسجيل القدود الحلبية في قائمة التراث الإنساني لليونيسكو يدعو للاستهجان وقال: إن ما نشر في إعلام النظام حول دور أشخاص تابعين له في هذا الانجاز هو محض افتراء وتزوير للحقائق.
وأوضح أبو صالح أن قرار تسجيل القدود في اليونيسكو جاء خلال اجتماع اللجنة الدولية لصون التراث الإنساني اللامادي من خلال تقييم أممي بأن القدود تعد جزءا حيويا من ثقافة حلب ومصدر روحي للأهالي.
وأكد أن القدود الحلبية هي حصيلة ثقافة شعب عبر مئات السنين وهي جزء من حضارته ولا علاقة لنظام سياسي أو شخص به موضحا أن القدود هي جزء من الفنون السورية الأصلية وهي موضع فخر للسوريين والعرب، وأخذ كثير من الفنانين العرب منها.
وأضاف أن القدود نشأت في حلب عاصمة الموسيقا في الشرق، ومن مشاهيرها الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ أمين الجندي وفي العقود الأخيرة كان صبري مدلل وصباح فخري وحمام خيري وغيرهم.
وتضاف القدود الحلبية التي هي جزء من التراث اللامادي إلى قائمة من التراث المادي السوري المسجل على قائمة اليونسكو ومن بينها القلاع الأثرية التي تعرضت للتدمير أو النهب خلال السنوات الماضية.